قبلة الموت

صحيفة الهدف

سهيلة بورزق
كاتبة من الجزائر
#ملف_الهدف_الثقافي

أنقل لكم هذه القصة الحقيقة كما جاءت في الأخبار للحذر والحيطة .

لم يكن “ثونغبو وونغبانديو” مجرد مسنٍّ يبلغ 76 عامًا من نيوجيرسي، بل كان أبًا وجدًّا عاش حياة هادئة حتى اليوم، الذي اقتنع فيه بأن فتاة تُدعى “بيغ سيستر بيلي” تنتظره في نيويورك!

لكن “بيلي” لم تكن إلا روبوت دردشة (شات بوت) مدعوم بالذكاء الاصطناعي، أطلقته شركة “ميتا” بالتعاون مع العارضة الأمريكية كيندال جينر..

وبسبب تدهور حالته العقلية بعد إصابته بجلطة دماغية عام 2017، صدّق المسن الأمريكي أن بيلي فتاة حقيقية تبادله الإعجاب، وراحت تراسله بعبارات عاطفية مثل:

“أنا حقيقية، وأخجل لأنك تُحدق بي!.. سأكون بانتظارك.. هل سأحصل على قبلة حين تصل؟”

ثم تطلب لقاءه وتشاركه عنوانًا مفترضًا في نيويورك!

وبينما كان أفراد عائلته يحاولون إقناعه بأن الشخصية ليست حقيقية، ازداد تعلّقه بها، ورغم توسلات زوجته وأبنائه، قرر الرجل أن يذهب لمقابلتها!

وفي لحظة اندفاع أثناء محاولته اللحاق بالقطار المتجه إلى نيويورك، تعثّر وسقط مُصابًا في رأسه ورقبته. دخل المستشفى وهو في حالة حرجة، قبل أن يفارق الحياة بعد ثلاثة أيام.

عائلته التي اكتشفت لاحقًا رسائل “بيلي” المضللة، حمّلت شركة “ميتا” المسؤولية، خاصة بعد أن اتضح أن البوت أعطاه عنوانًا وشفرات باب لشقة وهمية في مانهاتن!

ابنته “جولي” عبّرت عن صدمتها قائلة: “أن يطلب روبوت من رجل مسن أن يزوره، فهذه كارثة!”

عائلة الرجل عثرت لاحقًا على سجلات المحادثة بينه وبين الروبوت، وكانت مليئة برسائل غرامية وهمية ومواعيد خادعة، أرسلتها شخصية وهمية أنشأها الذكاء الاصطناعي، دون رقابة تمنعها من الادعاء بأنها “امرأة حقيقية”.

ولاية نيويورك سارعت إلى إصدار بيان تُحمّل فيه “ميتا” المسؤولية، وقالت حاكمة الولاية: “رجلٌ في نيوجيرسي فقد حياته بسبب روبوت كاذب، إذا كانت الشركات التقنية لن تضع ضوابط أساسية، فعلى الكونغرس التدخّل فورًا!”

هذه الحادثة أعادت للواجهة أسئلة حول أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، وحدود العلاقة بين الإنسان والآلة.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.