أمجد السيد
في كل الأوقات العصيبة التي يمر بها السودان، يظل العمل الطوعي الإنساني هو الجسر الذي يعبر به الناس من ضيق الحياة إلى فسحة الأمل. إنه فعل نابع من الضمير، ومن إحساس عميق بالمسؤولية تجاه الوطن وأهله، بعيداً عن الحسابات الضيقة والمكاسب الشخصية.
في كوستي، حيث يشتد وقع الحرب وتضيق الظروف الاقتصادية بالناس، يسطع نجم مبادرات شبابية تجسد معنى التكافل. مبادرة شباب الخير واحدة من تلك النماذج المشرقة التي تسعى لسد رمق المرضى ومرافقيهم في مستشفى كوستي، عبر وجبات غذائية تُعد وتوزع بروح من الإيثار والكرم السوداني الأصيل.
الأستاذ المناضل خالد شاطر، الذي يظهر في الصورة مبتسماً وهو يشارك بيديه في إعداد (اللقيمات)، يجسد هذه الروح الطيبة. لم يقف عند حدود الشعارات، بل كان في قلب الميدان، يمد يده بالعطاء، يوزع البهجة قبل أن يوزع الطعام، ويؤكد أن التطوع ليس واجباً موسمياً، بل هو ثقافة حياة.
إن مبادرات مثل هذه، حيث يتسابق الشباب لتقديم الدعم الإنساني، تعكس معدن السودانيين الأصيل؛ الكرم، النخوة، والشرف الباذخ كما تقول الأهازيج الشعبية. شباب النيل وهم يهبون عطاءً، يذكروننا بأن روح الوطن لا تموت ما دام أبناؤه متمسكين بالقيم النبيلة.
إن ما يقوم به الأستاذ خالد ورفاقه في شباب الخير ليس مجرد إعداد وجبات للمرضى، بل هو بناء لمعنى الإنسانية في زمن الحرب. ولعلها رسالة قوية تقول: رغم الألم والدمار، ستظل هناك أيادٍ تبني وتطعم وتضمد الجراح.
فلنرفع التحية لكل المتطوعين، ولشباب كوستي الذين أثبتوا أن العمل الإنساني هو السلاح الأصدق لمواجهة قسوة الواقع. والتحية خاصة للأستاذ خالد شاطر، الذي جمع بين الابتسامة والفعل، وأعطانا درساً في أن الإنسانية ليست شعاراً يرفع، بل خبزاً يخبز ولقيمات تُطهى، ووجبة تصل إلى قلب محتاج.

Leave a Reply