سيدة في المشهد: أرونداتي روي.. قلمٌ لا يساوم وقضايا لا تُنسى

صحيفة الهدف

إعداد: منال جنبلان

#ملف_المرأة_والمجتمع

تُعدّ الكاتبة الهندية الحائزة على “بوكر” أرونداتي روي واحدة من أبرز الأصوات المعاصرة، ليس فقط في عالم الأدب، بل في ساحة النضال السياسي والاجتماعي. عُرفت روي بدفاعها الجريء عن حقوق الإنسان والبيئة، وتؤمن بأن تحرير فلسطين حتمي، وأن الشعوب المناضلة لا تستعجل النتيجة، بل تواصل نضالها حتى تنال حريتها.

من هي أرونداتي روي؟

الخلفية والنشأة وُلدت سوزانا أرونداتي روي في 24 نوفمبر 1961 بمدينة شيلونغ في الهند. كانت والدتها، ماري روي، ناشطة حقوقية بارزة في مجال حقوق المرأة، ونجحت في الحصول على حقوق الميراث للنساء في المجتمع المسيحي السرياني بولاية كيرالا. بعد انفصال والديها، انتقلت أرونداتي للعيش مع والدتها وأخيها، ودرست الهندسة المعمارية في كلية التخطيط والعمارة في دلهي.

الحياة الفنية المبكرة بدأت مسيرتها الفنية ككاتبة سيناريو وممثلة، وشاركت في عدة أعمال سينمائية، وحصلت على جائزة السيناريو الوطني عام 1988، مما أظهر موهبتها في الكتابة والإبداع منذ بداية حياتها المهنية.

إنجازاتها الأدبية

الروايات الخالدة حققت روي شهرة عالمية مع روايتها الأولى “إله الأشياء الصغيرة” (The God of Small Things) عام 1997. في هذا العمل شبه الذاتي، سلّطت الضوء على قضايا معقدة مثل التمييز الطبقي والحب الممنوع في ولاية كيرالا، وفازت عنها بجائزة “بوكر” المرموقة. عادت روي إلى عالم الرواية بعد 20 عاماً بعملها الثاني “وزارة السعادة المطلقة” (The Ministry of Utmost Happiness) عام 2017، الذي تناول قضايا الهوية والتهميش والصراعات السياسية في الهند.

أعمالها غير الروائية إلى جانب الرواية، أصدرت روي العديد من الكتب والمقالات غير الروائية التي تعكس نشاطها السياسي، منها:

  • “جبر العدالة اللانهائية” (The Algebra of Infinite Justice): مجموعة من المقالات السياسية الاحتجاجية، والتي رفضت بسببها جائزة “سايتيا أكاديمي”.
  • “السير مع الرفاق” (Walking with the Comrades): كتاب توثّق فيه تجربتها مع المتمردين في غابات تشهاتيسغاره.
  • إضافة إلى مجموعات مقالات بارزة مثل “آزادي: الحرية. الفاشية. الخيال” و”الرأسمالية: قصة شبح” و”ملاحظات ميدانية حول الديمقراطية”.

نشاطها السياسي والاجتماعي

المواقف الجريئة عُرفت أرونداتي روي بمعارضتها الشديدة للعولمة والسياسات الأمريكية والعسكرية، ورفضت اختبار الهند النووي عام 1998. كما كانت ناشطة بارزة ضد مشروع سد نارمادا، الذي اعتبرت أنه تسبب في تشريد مئات الآلاف من السكان الأصليين. ونتيجة لذلك، سُجنت ليوم واحد وغُرّمت بتهمة ازدراء المحكمة.

دعمها للقضايا العادلة دعمت روي استقلال كشمير، مما عرضها لانتقادات سياسية، كما وُجهت إليها اتهامات بالتطرف عام 2010. وفي عام 2024، وُجهت إليها اتهامات بموجب قوانين مكافحة الإرهاب الهندية. تقديراً لنضالها، نالت العديد من الجوائز، منها جائزة سيدني للسلام (2004)، وجائزة نورمان ميلر للكتابة المتميزة (2011)، وجائزة PEN Pinter (2024)، التي اختارت مشاركتها مع الكاتب المصري المعارض المسجون علاء عبد الفتاح.

مذكراتها المرتقبة

من المتوقع أن تصدر مذكرات روي الأولى تحت عنوان “الأم ماري تأتي إليّ” (Mother Mary Comes to Me) في سبتمبر 2025. يتناول الكتاب طفولتها وتجاربها، ويستمد مضمونه من وفاة والدتها عام 2022، مقدماً سرداً شخصياً عميقاً عن صدمتها وخسارتها والإلهام الذي استمدته منها.

تظل أرونداتي روي واحدة من أبرز الأصوات الأدبية والسياسية التي تدمج بين إبداعها الفني ونضالها من أجل العدالة الاجتماعية، لتؤكد أن الكتابة الحقيقية هي فعل مقاومة.

  • السيرة الذاتية من الإنترنت

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.