
منتصر منصور
#ملف_الهدف_الثقافي
لا تسرِفي في المكياج لأجلي..
أخبِريني أي قدرٌ، الذي جعلك تسيري في حيّنا مُطمئِّنة؟ من أخبرك أنهم مؤدبون؟ هل هو الحظ أم دعوات والدتك كما زعمتِ، أنا الذي وقفت في طريقهم. من قادك حتى وصلت للطريق؟ الريح؟ ألم تعلمي اني حين أغضب أصير ريحًا، وساعة أغازلك أصير نسمة على خدك وشفاهك وعنقك؟
لقد دفعتك دفعا حتى بللت مكان ذهابك أيتها المعتوهة بِفُرش الألوان ..
من وضع أمامك الطريق أيتها الهائمة؟ من أوقف تلك السيارة، التي كانت تصدمك؟، من الذي يغني لك وأنت تغسلين الأواني وتتزيني؟ لا تقولي (محمود) أو (كاظم) هو أنا من وضع على نافذتك كتاب ووردة معطرة؟ من الذي صنع لعينيك القهوه الرائقة حين أفسدِتها بظلالك المتعجبة فأمطرت بنافذتك أيضًا ورششتك بالماء..!
من الذي قذفك بذاك الحجر الصغير؟ وقتما ابتسمت بخجل لذلك الفتي، الذي يجلس في سيارته؟ هو أنا، كنت السقف الذي دحرج الحجر، حين وضَعتَ ابتسامتك المتغافلة صخرة على صدري، في المره القادمة ساقذفك بحذائي القديم وربما أصيبك بصاعقة..
أنتِ مريضة؟ حسنًا! بالمكياج؟، لكنه لسوء الحظ لا يقتل وإلا لكُنّا التقينا، اعتقد بأن المرض نعمة خالصة لوجه الحياة، أما في حالتك فهو نقمة تقتلني مرتين، أنا الآن في مهمة خاصة جلبها المرض غير تقريعك، اطمئني امُي أيضًا مريضة وحين يشتد عليها المرض تسرف هي الأخرى لكن في دعوة الغائبين، أظنها دعتني حثيثًا فاشتد ظهوري، وحُملتُ رسائلًا من صديقي إلى حبيبته -التي هي صديقتك- أظُنها لم تدر أنك تنشغلين بالطريق عن هاتفك، الذي يرن باسمها، كما حَملتُ أيضًا شوقك القديم وسلامة حياتك حين تتهورين بأحمر شفاهك في فوهة الصباح …
أخبري صديقتك الهادئة، التي كُنت ذاهبة إليها وضِعتِ في الطريق بعد أن تغسلي قدميك مني وتمسحي رأسك، بأن صديقي معجبٌ بطريقة مكياجها على عكسي ويعشقها بشدة….
لقد اخبرني بإلحاح فحملت أمانته لأنه غاب قريبًا عكسي أيضًا
وسأتكفَّل بأخبار والدته أن تترك صبرها، وتسرف في الدعوات لأنه مشتاقك جدًا، لعلني ارتاح من حكاويه عنها في العالم الآخر ورؤية مكياجك.
«النص من مجموعة الجسر يشكو»
Leave a Reply