
سهيلة بورزق
كاتبة جزائرية
#ملف_الهدف_الثقافي
يُعرَّف الوعي بأنّه الحالة المعرفيّة، التي يملك فيها الكائن البشري القدرة على إدراك ذاته وتمييزها عن محيطه، وفهم ما يمرّ به من خبرات حسّيّة وفكريّة وانفعاليّة. وتُعدّ هذه الظاهرة بنية معقّدة تتداخل فيها أبعاد عصبيّة وذهنيّة ولغويّة واجتماعيّة متشابكة. ومن منظور العلوم العصبيّة، يُفسَّر الوعي بوصفه نتاجًا لتفاعلات ديناميكيّة بين شبكات دماغيّة متكاملة، في حين تتناوله الفلسفة باعتباره بعدًا وجوديًّا يستدعي تساؤلات جوهريّة حول طبيعة الإدراك والمعنى والهوية.
ويمثّل الوعي، في هذا السياق، حقلًا بحثيًّا مفتوحًا تتقاطع فيه المقاربات الماديّة، التي ترده إلى عمليات بيولوجيّة ناتجة عن التطوّر، مع الرؤى الميتافيزيقيّة، التي تنظر إليه بوصفه بُعدًا يتجاوز حدود المادة، الأمر الذي يجعله من أكثر المفاهيم تعقيدًا وإثارةً للجدل في الفكر الإنساني المعاصر.
Leave a Reply