
غزة والسودان: الكلمة في مواجهة الجوع
في غزة والسودان، تتلاقى سياسات الجوع والقهر لتشكل اختبارًا صارخًا للضمير الإنساني. في السودان، تتسع دائرة الحرب والصراع لتلتهم حياة المدنيين الأبرياء، ويصبح الجوع والفقر السلاح الخفي الذي يفرضه المتصارعون على آلاف الأسر. وفي القطاع المحاصرفي غزة يمارس الكيان الصهيوني سياسة تجويع ممنهجة، تهدف إلى إخضاع السكان وإضعاف إرادتهم، وتحويل حياتهم إلى صراع يومي بين الحياة والموت..
الجوع ليس مجرد فقدان الطعام، بل هو هجوم على الكرامة، وسلاح للقهر والتخويف، وأداة لإلغاء المستقبل. وفي مواجهة هذا الظلم الممنهج، يصبح المثقف ليس مجرد مراقب أو كاتب، بل حارسًا للضمير، وناطقًا باسم أولئك الذين سُكت صوتهم بالقوة والظلم.
ندعو المثقفين السودانيين والعرب إلى التعبير عن تضامنهم مع المحاصرين في غزة والسودان، ليس بالكلمات الفارغة، بل بالإبداع والفكر والفن، الذي يوثق الحق ويقاوم الظلم، ويؤكد أن الإنسانية أعلى من كل قوة تريد إخضاعها. الكتابة والمبادرات الثقافية والمنصات الفكرية هي سلاحنا، والحقيقة هي حصننا، والكلمة هي شعاع الأمل الذي يضيء دروب من باتوا محاصرين بالجوع والخوف.
إن الوقوف في وجه ما يحدث غزة والسودان ليس مجرد واجب أخلاقي، بل هو مسؤولية حضارية وثقافية. لن نسمح أن يتحول الجوع إلى صمتنا، ولا أن تصبح الحروب والطغيان أقوى من صوت الحق والإبداع والوعي الحر. من خلال صفحات هذا الملف، نرفع صوت التضامن، ونؤكد أن الثقافة يمكن أن تكون مقاومة، وأن الإبداع يمكن أن يكون سلاحًا في وجه الظلم، وأن الكلمة القوية قادرة على نقل رسالة الإنسانية إلى كل قلب يستمع ويهتم.
لن نرضى بصمت، ولن يقهرنا الجوع أو الخوف. غزة والسودان يصرخان من أجل الكرامة والحرية، ومن واجبنا أن نجيب صرختهما بصوت أعلى، وأوضح، وأكثر صرامة
Leave a Reply