
سهل الطيب
#ملف_الهدف_الثقافي
قالوا إنو آدم لط كان مشهور بحاجتين: بس خرخار في الضُمنة وبتاع كاسات حين ميسرة وحين غفلة من زوجته أماني نِقة. أما شول الدينكاوي فكان عنده عشرمية اسم لأنه أي زول بيعرفه بيلصق فيه لقب وبيمشي، حتى الناس اللي ما بيعرفوه بيفنوا بلقب ويقوموا جاريين. ومن الألقاب دي “شول دُمنة” ودي الكلمة اللي بيقولها لمن يغلب الناس في قيم الضُمنة.
الناسين ديل اتجددت معرفتنا بيهم بعد زمن طويل، أو قول بعد ما اتحرقت العِشة حقت شول الدينكاوي. فبعد ما شول مشى الكنيسة مع عياله، قامت النار في الرواكيب التلاتة الفي الحوش ومشت قوام قوام ناحية الأوضة الوحيدة القصيرونة وسفسفتها في ربع ساعة بس.
أها لمن شول جا من الكنيسة، عاين قدام للبيت المحروق وتاني عاين لورا للشُفع السبعطاشر اللي بياكلوا من جيبه والنسوان التلاتة لقاهم بيبكوا ساااي ويتلفتوا يمين وشمال، طوالي قام نهرم وقال ليهم: “انتظروا الحريق ينتهي عشان نخش بيتنا، ما تخافوا ساي. نحن مشينا بيت الرب وجينا لقينا بيتنا ما في”.
يلا بعد كم يوم، جو أهل شول بي جاي بي جاي جابوا قنايات وصفايح وسعف وحاجات كيف كيف عشان يعملوا بيت جديد، لأنو شول كان ماسك أولاد أخوه اللي مشى الجنوب واختفى هناك قبل سنتين.
آدم لط خلى العرقي لظروف غامضة جدًا، رغم تواتر الأخبار عن القريشات السمحة اللي كان بيقبضها. وطبعًا عرفنا لاحقًا بأنو آدم كان رغم خرمته للشراب رفض يشرب وربط راسه بمصيبة جاره شول واتحزم بشفعه السبعطاشر ولزم الجابرة ساي.
موقف آدم لط وإحساس شول
أها الحكاية بتقول كمان إنو شول كابس كابس لحدي ما وقف على رجليه، وراكوبتين من غير أوضة، وأولاده سكتوا من البكا ورجعوا يلعبوا في الحوش العريان المن غير حيطة، يلعبوا ساي وما شغالين بالناس اللي بتتفرج فيهم لأنهم شالوا حيطة الشارع وصلحوا بيها الراكوبتين حقاتهم.
وآدم لط يومه العفص المخدة تحت راسه ورقد في عنقريبه وخلف رجليه وقعد يفكر، قام تترب وجر عصاته من تحت السرير وجانا عديل في النادي وهووووبا قطع ليك في التربيزة حقت الضمنة عكاز لامن اتفنست، وكل دو وجهار وقع في جنبة براهو، وتلفون طارق السمح الحديث ربنا مرقه ساي. وآدم لط بأعلى صوت عنده قال للجماعة: “يا وسخانين يا أولاد الحرام، شول دا يومي بيلعب معاكم هنا ويغلبكم، يقوم بيته يتحرق وأنتو عارفينو متحزم بسبعتاشر جنا وتلاتة نسوان وشغال غسال عربات، تقوموا تخلوه يعجن شغلته براهو وما تساعدوه؟ يا وسخانين يا عفنين! وهاكم اقروا هنا”. وفناهم بورقة مكرفسة فتحها طارق وقراها لقى كاتبين فيها: “الشول الداية مية جنيه وآدم صيام مية جنيه وصلاح دكان مية جنيه وعوض العجلاتي” لقوه مصنقر في الورقة تحت “اربعين جنيه” وواحد اسمه “أتيم قرنق” ماسك ليه عشرين جنيه.
أها في اللحظة دي آدم قال لطارق: “إتا تلفونك بمليون جنيه وخايف عليه، وأخوكم شول البجيكم في العيد وفي السماية والبكا، حتى في رمضان يجيكم ويخطط معاكم الميدان لي صلاة العيد ياخ بيته يحرق وما تجوا ساي تشوفوه؟ يا حيوانات! ويالله”. آدم العبرة خنقته وقال للجماعة: “والله أنا بيتي لو ما عِدِم السُخُن والبارد والتقيل والخفيف ما كان جيتكم، وعلي الطلاق مرتي دي طلقانة بديكم تلاتة يوم بس، لو ما لقيت الورقة دي وكل واحد حيوان فيكم كاتب اسمه وقصاد الاسم مية جنيه تاني التربيزة دي إلا تعملوها طبلية، لكن تاني ما بتدقوا ضُمنة وأنا قاعد وعصاتي قاعدة”.
ملحوظة: شول بعد الإنفصال بقى شغال ميكانيكي في ملكال، وبعد الشغل بيمشي يرفع الأذان في الجامع الجمبهم. عيال شول السبعطاشر فرحانييييين وما عندهم حاجة غير يتذكروا شُلة الضمنة اللي بنوا ليهم البيت.
ملحوظة غير جديرة بالقراءة: شول طلب يصوروا ليه كراس الاسكورات حقات الضُمنة عشان يقشِر بيه قدام صحبانه الجنوبيين ويوريهم كان بيغلبهم كيف.
Leave a Reply