وقف إطلاق النار بين إسرائيل الغربية وإسرائيل الشرقية

بقلم: ماجد الغوث

دخلت إيران حلبة السياسة الدولية بخدعة دعم الغ.ز.اويين، دون أن تكون على قدر المتصارعين ومستوى الصراع. كان هدفها تحقيق أطماعها التاريخية وتنفيس حقدها المكبوت في أعماق تاريخها الناري المجوسي. تم وقف إطلاق النار، وليس هناك أي تفاسير أو ملاحق أو مدونات – لا لغ.ز.ة ولا لغيرها. لأن الذين يجاهدون من أجل غ.ز.ة هم الغ.ز.اويون الأبطال، وليس أصحاب العمائم الثكالى النواحين. لقد أثبت هؤلاء للعالم وللمجوس أنهم أسطورة من أساطير الأولين، ومعجزة كنا نطالعها من كتب الغابرين.

غ.ز.ة قضية العرب والمسلمين، لا تنصرها حكومات المعممين، وإنما الكفاح الشعبي المسلح. هي تمثل الآن القضية الفلسطينية بكل زخمها وتاريخها وجهادها على مدى قرن إلا ربع. كما تمثل كاشفًا لمدى صدق وإيمان مُدّعي العمل الثوري من حركات جهادية وأخرى ثورية. وقد أرادت إيران استثمارها لتحقيق هدفين:

أحدهما: تجميل صورتها وتزيينها، كبنات كسرى، أمام المسلمين السنة.

والهدف الثاني: إيصال رسالة خارجية، تقول فيها: “نحن من نملك القرار في القضية الفلسطينية.”

وقد نجحت إيران في تحقيق هدفها الأول بتزييف وعي الكثيرين، بل شوشت عقول مفكرين وعلماء وسياسيين. وصار عندنا ما يسمى بـ”التشيع السياسي والفكري السني”. ولكن أثره سيبقى محدودًا شعبيًا بشكل عام؛ لأنه يستهدف التشويش والقضاء على فقه الإسلام السني وقواعده من علماء السنة والتصوف السني. لأن إيران تاريخيًا لم تقاتل لنصرة الحق العربي.

أما الهدف الخارجي، فلم ينجح المعممون الإيرانيون في تحقيقه. فبدلًا من أن يتخذها الغرب الموالي للكيان الصهيوني وسيطًا في قضية غ.ز.ة الفلسطينية، أو تتخذ غ.ز.ة ورقة بنكنوتية، تم القضاء على ميلي.شيا.تها في لبنان وسوريا. ودُمرت مفاعلاتها النووية، وقُتل علماؤها وقادتها العسكريون، وضُربت “ضرب غرائب الإبل الجرباء”. كما خذلها محور الشرق: الصيني والروسي.

أما الصين، فتاجر. والتاجر لا يدخل في العراك إلا إن هجمت “عصابة ترامب” على دكانه ومتجره. والتاجر لا يعنيه إلا تجارته مع من كانت.

أما روسيا، فالقاعدة المنطقية تقول: “المشغول لا يُشغل”. وهم أبخل خلق الله. فقد دعمت روسيا إيران سابقًا في سوريا، وحاولت المشاركة واقتسام النفوذ والاستثمار الحربي، لكن قُضي على نفوذها في سوريا. ورطها الغرب في حربها ضد أوكرانيا، ومن ثم حاصرها اقتصاديًا وعسكريًا وتكنولوجيًا. والناظر للتكتل الشرقي يرى بعين مرمدة التردد في الدعم الاستراتيجي ومحدودية دور التكتل في الحرب ودعم الحليف المعمم.

إذًا، ما تحقق لإيران من نصرة غ.ز.ة، كما تدعي وتتبوبر، هو الهدف الداخلي فقط. فقد انقسمت الأمة إلى فصيلين في ذلك، وغسلت خطيئتها عند البعض بغ.ز.ة. ففي هذه الأحداث رسالة للعلماء والمفكرين والسياسيين: أن فقه اللحظة وتجزئة مصالح الأمة العربية يُعد تقصيرًا في الواجب الشرعي ويراكم من المفاسد. وتدارك ذلك التقصير يكون بتوحيد جهود الأمة العربية، وتوسيع مدارك وفهوم الناس بأطماع إيران، وممارسة الشورى والديمقراطية للنهوض بالأمة العربية ومشروعها التحرري بتحرير فلسطين.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.