
بقلم: ماجد الغوث
تعددت التفسيرات البشرية لحركة التاريخ الإنساني، فالبعض، ماركس، يراها بأنها صراع بين الطبقات، والبعض الآخر، همنغتون، يراها بأنها صراع بين الحضارات، وآخرون، داروين، يفسرون حركة التاريخ بأنه صراع من أجل البقاء، بينما، القائد المؤسس، يقرر أن حركة التاريخ يحكمها صراع الحق والباطل في جوهره.
فإذا ثبتت حقيقة الصراع بين الحق والباطل، وبُني مسار التاريخ عليها، فجدير بنا أن نثبت حقيقة مرتبة عليها، وهي: أن أهل الحق هم المنتصرون في نهاية الصراع، وأن الباطل وإن حقق انتصارات هنا وهناك، فإنها انتصارات آنية وواهية، وليست بانتصارات حقيقية واقعية، كما قرر بذلك، القائد الشهيد صدام حسين، في كل خطاباته الموجهة إبان المنازلة الكبرى، التي عرّفها بـأم المعارك.
وبالرجوع إلى تلك الخطابات الموجهة إلى كل الأمة العربية وإلى أحرار العالم، يُلاحظ وضوح حقيقة الصراع الممتد في أيامنا هذه بين الكيان الصهيوني وبين إيران الفارسية. لذلك، فهذان الطرفان يمثلان الباطل، بينما الفلسطينيون وأمتهم العربية هم أهل الحق والإيمان… فخطابات القائد الشهيد قبل وأثناء المنازلة الكبرى، كانت بمثابة تذكير بالرجوع إلى منابع الفكر البعثي، التي تأسست عليها كل نظريات الحزب اللاحقة في جوانبها الاجتماعية والفلسفية والسياسية والاقتصادية، كبوصلة تقود الحزب والأمة في الاتجاه الصحيح، حتى لا تتداخل خطوط المعرفة بحقيقة إسرائيل الغربية وإسرائيل الشرقية.
وإذا استثنينا معركة القادسية الأولى التي أتت على نهاية الإمبراطورية الفارسية في العراق، فإن كل المعارك التي وقعت بين الجيوش العربية الإسلامية والجيوش الأجنبية الغازية، جرت في فلسطين، وتلك دالة وجدلية تاريخية على أن أرض فلسطين كانت ولا زالت محط أطماع القوى الأجنبية، خاصة الغربية منها، خلال القرنين الماضيين، نهاية بالهجمة الصهيونية في القرن الماضي واحتلال فلسطين، التي شهدت منذ بدء التاريخ حروبًا لا تنتهي، آخرها معركة طوفان الأقصى.
كل المعارك التاريخية في أرض فلسطين، كان العرب والمسلمون يقفون إلى جانبها، عكس المعارك الضارية والقصف البربري لدولة الاحتلال الصهيوني وقتل المدنيين، فإن الفلسطينيين اليوم لم يجدوا أي دعم من الأنظمة العربية والإسلامية.
والغريب أن هذا القصف ساهم في انقلاب جذري لصالح القضية الفلسطينية لدى الرأي العام العالمي، كأننا موعودون حقًا بـنهاية التاريخ على هذه الأرض الفلسطينية..
Leave a Reply