
بقلم: د. أحمد بابكر
في كلمة الهدف في صحيفة الهدف لسان حال حزب البعث والتي نشرت في أكتوبر الماضي، والتي ناقشت دلالات إظهار علانية العلاقات بين الأنظمة العربية والكيان الصهيوني لتدشين مرحلة جديدة أرادوا بها الإجهاز وتكملة تصفية القضية الفلسطينية، وتجاهل هؤلاء اللاعبين الكبار عامل رئيسي وفاعل وهو الشعب العربي ومنظماته الشعبية، بعد أن تعودوا على تجاوزه بممارسة الخداع أحياناً، وتشكيل رؤى ومفاهيم تبعده تماماً عن أهدافه المركزية ورؤية مصالحه عبر الإعلام الموجه والتعليم الذي يدعو إلى الخنوع والاستسلام وموات العقل وملكة التفكير، كل ذلك مترافقاً مع القهر والطغيان وإشغال الشعب في اللهث وراء لقمة العيش عبر إفقاره ونشر الفساد والإفساد، وكذلك عبر تقزيم المشاريع الوطنية والقومية بتشجيع الأطروحات المناطقية والطائفية والعنصرية والمذهبية، كل ذلك لم يعد يجدي نفعاً، هناك بدايات تحرر من كل القيود أعلاه والتي ترافق معها طرح الأسئلة الكبرى، خاصة في ظل سهولة الحصول على المعلومة.
كالعادة كان الرد الاستراتيجي في الوقت والمكان المحددين من فصائل المقاومة الفلسطينية، في الدخول في مواجهات مباشرة وقوية وذات بعد إعلامي ونفسي وسياسي، يتجاوز ويهزم كل أهداف {بروباعندا} علانية التطبيع بين الكيان الصهيوني الغاصب وبين الأنظمة العربية.
كان مهماً هذا العمل الذي ربما يختلف معه البعض بمبررات اختلال توازن القوى العسكرية، والخوف من وقوع ضحايا في الجانب الفلسطيني.
هذه المواجهة تحمل رسالة سياسية استراتيجية، وهي بإختصار انه لا يمكن تصفية القضية الفلسطينية، ورسالة للشعب العربي والقوى العالمية المحبة للإنسانية، بأن الكرة في ملعبكم ويمكنكم تغيير قواعد المعادلة، وبأنه بكم يمكن صناعة الممكن وتجاوز المستحيل.
ملاحظة:
كتب هذا المقال القصير قبل سفر الرئيس التشادي إدريس دبي للكيان الصهيوني، ونستطيع القول أنه تم استعجال زيارة إدريس دبي للتغطية ومحو آثار الصواريخ الفلسطينية على الكيان المغتصب، .إذاً زيارة دبي هي رسالة للداخل الصهيوني بالدرجة الأساس.
Leave a Reply