
بقلم: محمد البشري
وَعامٌ مَرَّ فِي صَمْتٍ
بِلَا لَحْنٍ وَلَا أَثَر
فَلَا لَيْلٍ بِهِ قَصْرًا
وَلَا صَبَحٍ بِهِ أَثْمَر
وَلَا طَيْرٍ بِهِ غَنِي
وَلَا وَرْدٍ بِهِ أَزْهَر
وَمازالت مَحَبَّتُكَ
طُفُولَة قَلْبِي الْأَخْضَر
وَكَمْ فِي الْبُعْدِ عاودَه
حَنِينٌ ضِيَاءُكَ الْأَسْمَر
أَيَا وَطَنِي .. وَمَنْفَايَا
أَقُولُ فَكَيْفَ لَا رجْع
أَضُمُ
فَكَيْفَ لَا أَشْعُر
نَعِيشُ الْعُمْرَ كَيْ نُؤْمِنَ
بأيتي كاهن يأتي
وأي بلاد اغتربت
وأَيَّ قَصِيدَةٍ تَنْسَى
وَأَيَّ جَمِيلَةٍ تَعْبُر
وَجِئْتُ إِلَيْك فِي عَجَلٍ
تُطَارِدُنِي رِيَاحُ الْبَرْد
بدَفْءِ يَدَيْكَ أَتَدْثَر
عَرَفْتُ الْحُبَّ أَلْوَانًا
وَبَعْضَهُ لَمْ أَزَلْ أَذْكُر
وَيَكْبُرُ حُبُّكَ أُمِّي
بِقَلْبِي مُثْلَمَا أكْبُر
هُوَ عامُ جَدِيدُ مَرَّا
وَكَمْ
مِنْ قَبْلِهِ قَدْ مَرَّ
عَلَيَّ شغفِي وَأُوتَارِي
فَلَا خَيْلَ بِهِ صَهِلَتْ
وَلَا طل بِأَزْهَاري
زَمَانٌ مَالَهُ وَجْهٌ..
يَسَافَرُ بَيْنَ أَوْرَاقِي
يُطَارِدُ خَيْلَ كَلِمَاتِي
وَيُصْلِبُ كُلَّ أَفْكَارِي
أرْحَلُ وَالطُيُورُ السُمْرُ مِنْ دَارٍ إِلَى دَار
غَرِيبٌ..
فَوْقَ أَوْطَانِي
غَرِيبٌ بَيْنَ أَشْعَارِي
ظَنَنْتُ بِأَنَّنِي وَحدِي
أَحْمملُ غَيْرَ أُوزَارِي
عَرَفْتُ بِأَنَّنِي وَحدِي..
أَشِيدُ الْعُمْرَ أَقْمَارًا
فَكَيْفَ تَفِيءُ أَقْمَارِي
رَأَيْتُ وَلَمْ أَكُنْ أَحْتَاجُ
أَكْثَرَ مِمَّا قَدْ كَانَا
رَأَيْتُ اللَيْلَ سجَانًا..
يعَبِّثُ فِي حنَيَّانَا
رَأَيْتُ طَيُورًا اتَّخَذَتْ
مِنْ الْأَقْفَاصِ أَوْطَانًا
رَأَيْتُ الْجوعيَ فِي الطُرُقَاتِ
أَطْفَالٌ مُشَرَّدَةٌ
لِلْأَلْيَء تَحْتَمِي بِالطِينِ تَشْكُو الظُلْمَ إِنْسَانًا
رَأَيْتُ كِلَابًا اتَّخَذَتْ
أَمَانِي النَاسِ
أَحْذِيَةً وَتِيجَانًا
رَأَيْتُ الصِدْقَ مَذْمُومًا…
رَأَيْتُ الْحَقَّ رَاقِصَةً عَلَى أَقْدَامِ مَوْلَانَا
رَأَيْتُ الْحُبَّ مَصْلُوبًا
وَلَمْ يَبْكِ عَلَيْهِ أَحَد
أَشْبَه لِي..
بِأَنَّ الْحُبَّ حَيٌّ حِينَ أَبْكَانَا
أَيَا أُمِّي وَعَافِيَتِي
وَيَا قَلْبَآ..
أَضَاءَ الْكَوْنَ إِشْرَاقًا وَإِحْسَانًا
وَيَا وَجْهَآ أَذَابَ الصَبْرَ أَشْوَاقًا وَأَلْحَانًا
سَأَذْكُرُ مَا حَيِيتُ وَمَا
ضَوْءُ الصَبَحِ حَيَانًا
وَمَهْمَا اللَيْلُ آَرَ قَنَا وَمَهْمَا الْبُعْدُ اشْقَنَا
لَعاشَ الْحُبُّ إِنْسَانًا.. وَماتَ الْحُبُّ إِنْسَانًا.
Leave a Reply