العٍيني من أولا

صحيفة الهدف

هي حكمة يتعاطاها مزارعي المناطق الطرفية بالولايات السودانية حيث البداوة المعتقة،
وعلى ما يترادف معها في المعنى:
المشي صباح والعرس صغرة.
ومن الفكاهيات: الحلة بصل،
وغيرها كثير.
وفي واقعنا المرير، معايشة مضاعفات الح-رب في كل مفردات الحياة: الصحة، التعليم، السلك الوظيفي، والقطاعين التجاري والصناعي.
وعن الزراعي يظل الحديث بلا حرج، فمنذ أن تمددت الح-رب إلى خارج الولايات وشملت أكثر مؤسسات البنية التحتية الحيوية كمحطات تحويل الكهرباء في منابع الإمداد الكهربائي بالولاية الشمالية، البديل الجغرافي والمناخي لمشروع الجزيرة في إنتاج القمح والفول وبعض المحاصيل ذات العمق الاستراتيجي الداعم للاقتصاد السوداني، الذي فقد الكثير من بؤر الإنتاج الزراعي الداعم للاقتصاد بصورة عامة.
منذ أن اندلعت الح-رب، فقدت الولاية الشمالية ثلاثة مواسم زراعية بعروتيها الصيفية والشتوية بفعل انقطاع الإمداد الكهربائي وشح الوقود المسيّر لعملية الزراعة للمواسم.
والآن، الولاية الشمالية تمر باعتاب شهر نوفمبر، شهر زراعة محصولي القمح والفول المصري وبعض المحاصيل المصاحبة لهما.
وكما يقول الخبراء من المزارعين التقليديين: (المايزرع في هاتور يرجى السنة تدور).
وهاتور هو تسمية تقريبًا قبطية لشهر نوفمبر.
فإننا بتنا نخشى على موسمي القمح والفول أن يحيق بهما ما حاق بمحصول البلح، بما أثر على جودته التجارية؛ فقد البلح أهم شربات في نظام الري، هما شربتين في شهري يونيو ويوليو، وبعدهما يختم المحصول نواته ويذهب لإكمال حبوبه.
ثم تأتي شربتين في شهري نوفمبر وديسمبر لتستعد أشجار النخيل لمرحلة الإزهار، أو كما تسمى مرحلة الجٍبٍيد، أي ظهور السبائط الحاملة للبلح.
ومع تداعيات إمكانية الدخول في هدنة حسب رؤية الرباعية، التي لبّت طموحات الغالبية العظمى من الذين اكتووا بمصاعفات الح-رب دون اتضاح لمعالم أهدافها، التي من أجلها انطلقت في الأفق، فالصعود إلى مركب السلام ممكن أن يكون بارقة أمل لللحاق بما يمكن أن يُلحق به.

وأن تأتي متأخرًا خير من أن لا تأتي.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.