بقلم: د. ندى موسى
من قلب قاهرة المُعِز، وفي أجواء يختلط فيها عبق التاريخ بنبض الإبداع، احتفت الأوساط الثقافية بأمسية شعرية مميّزة مساء الاثنين الموافق 17/11/2025، خُصِّصت لتكريم الشاعر محمد نجيب، أحد أبرز الأصوات الشعرية المرهفة في المشهد الأدبي السوداني والعربي.
في هذه الليلة الاستثنائية، فتح الشاعر محمد نجيب صندوق أسراره المغلقة، متحدثًا بجرأة عن طفولته وشبابه، ورحلته من القرية إلى المدينة، وما تركته تلك التحولات من أثرٍ عميق في تشكيل رؤيته الإبداعية. كما روى تفاصيل محاولته خوض تجربة الجنون مع مجموعة من أصدقائه الكتّاب والشعراء آنذاك، وهي التجربة التي وصفها بأنها كانت نقطة تحول في حياته الشعرية وتمرده الجميل.
وتوقّف محمد نجيب عند قصيدته الصامتة التي ألقاها أمام الجمهور قبل عقود؛ تلك القصيدة التي خلت من الكلمات تمامًا، لكنها نجحت رغم صمتها في إبهار الحضور وانتزاع تصفيق طويل، لما حملته من جرأةٍ فنية وتجربة شعرية غير مسبوقة في المشهد الإبداعي.
كما تمّ خلال الأمسية الاحتفاء بديوانه الحاصل على جائزة الطيب صالح للإبداع الأدبي «أناشيد الأسئلة»، إلى جانب حديثه عن أحدث إصداراته الشعرية، وعلى رأسها ديوانه الجديد «قصائد مخيفة» الذي نُشر مؤخرًا، ويقدّم فيه تجربة شعرية جريئة تتجاوز المألوف وتعانق عوالم الدهشة والمغامرة.
وشهدت الأمسية مداخلات ثرية من شخصيات أدبية رفيعة المستوى؛ إذ أدار المنصة الأستاذ كمال باشري باقتدار، وشاركه على المنصّة الأستاذ نادر السماني والكاتبة سارة عبد المنعم. كما قدّم الأستاذ عبد المنعم الكتيابي مداخلة مميزة بحكم معايشته الطويلة للشاعر ومتابعته لمسيرته الإبداعية.
وفي ختام الأمسية، شهدت القاعة توقيع عدد من إصدارات الشاعر، حيث تدافع الحضور لاقتناء نسخهم، في مشهدٍ يجسّد مكانته الكبيرة وعمق تأثيره في جمهوره ومحبيه.
كانت ليلة مفعمة بالجمال والاحتفاء بالشعر، رسّخت مكانة محمد نجيب كشاعر يكتب بروحٍ لا تشبه إلا نفسها، ويواصل مغامرته الإبداعية.

Leave a Reply