الزواج الإنعاشي.. كيف يمدّ الكهول أعمارهم بدماء الصبايا؟!

صحيفة الهدف

من أغرب ما يُروَّج له هذه الأيام أن الزواج من فتاة صغيرة هو “سرّ طول العمر” للرجل العجوز. وكأن الصبايا صرن في نظر البعض مجرد أكسجين شبابي يُضخّ في رئات الكهولة المترهلة! يحدّثك الرجل السبعيني بوقار العلماء وهو يبتسم بفتنة “دون جوان متأخر” قائلاً: العلم أثبت يا أستاذ أن الزواج من شابة يطيل العمر!
والسؤال هنا: أي علم هذا الذي يقيس الأعمار بعدد ضفائر الزوجة؟

ما يغفله هؤلاء أن “الزواج الإنعاشي” هذا ليس حبًّا ولا مودة، بل أنانية مغلفة بآيات وسنن منتقاة على المقاس. فالعجوز الذي يطلب “طفلة بوجه قمر” لا يبحث عن شريكة عمر، بل عن تجديد وهم الشباب في مرآةٍ لا تعكس تجاعيده. إنهم لا يريدون زوجات، بل يريدون “شواحن طاقة” بشرية تُعيد إليهم ثقة زائفة بأنهم ما زالوا صالحين للحياة.

ثم يطلّ علينا من يُشرعن الأمر بعبارة محفوظة: الإسلام أباح للرجل الزواج بأربع. نعم، أباحه، لكنه قرنه بشرطٍ عسير اسمه العدل، لا العدل في القسمة والنفقة فحسب، بل العدل في المشاعر والإنصاف الإنساني. ومن منا يستطيع ذلك؟
حتى النبي ﷺ، وهو القدوة، لم يتزوج الصغيرات إلا لضرورات اجتماعية ودينية، بينما كانت أولى زوجاته السيدة خديجة رضي الله عنها تكبره بخمسة عشر عامًا، وكانت هي السند والملاذ لا “إكسير الشباب”.

دعونا نعترف: الزواج من صغيرات السن بدعوى “طول العمر” ليس سوى شكل جديد من استغلال الضعف والظروف. فلا كرامة في عمرٍ يطول بدموع فتاةٍ تُزفّ إلى رجلٍ في عمر جدّها، ولا فخر في حياةٍ تُبنى على خوفٍ أو طمعٍ أو ضغط أسري.

اختم بالقول أن عمر الرجل لا يطول بزوجة صغيرة، بل بقلبٍ كبير لا يظلم أحدًا.
والرجولة لا تُقاس بعدد الزوجات، بل بقدرة الرجل على أن يكون إنسانًا قبل أن يكون زوجًا.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.