لا للحرب العالم يتوحّد والمتأسلمون يتشبّثون بالدم

صحيفة الهدف

أمجد السيد

منذ اندلاع الحرب في السودان، رفعت القوى السياسية والمدنية شعارها الواضح لا للحرب. لم يكن ذلك موقفًا تكتيكيًا أو حسابًا سياسياً ضيقًا، بل قراءة واقعية لمسار الخراب الذي ستجرّه الحرب على الوطن وشعبه. واليوم، وبعد أكثر من ثلاث اعوام على الدماء والدمار، وصل المجتمع الدولي والإقليمي إلى نفس الحقيقة التي أدركتها القوى المدنية منذ اليوم الأول.

فالرباعية، والأمم المتحدة، والاتحاد الإفريقي، ومجلس التعاون الخليجي، وغيرهم من الأطراف الفاعلة، يتحدثون بلسان واحد وقف الحرب فورًا. هذه ليست مجرد دعوات دبلوماسية، بل تأكيد على أن لا أفق عسكرياًالله لحسم هذه الحرب، وأن الحل الوحيد هو التفاوض والعودة للمسار السياسي.

لكن، هل سيتراجع المتأسلمون أمام هذا التيار العالمي المتصاعد؟ الإجابة واضحة لا. هؤلاء اعتادوا أن يتاجروا بشعارات جوفاء، يرفعون راية “معركة الكرامة” و”معركة الشعب”، ويتحدثون باسم شعب أنهكته الحرب، بينما هو في الحقيقة يصرخ لوقفها. يستخدمون الدم كسلاح للبقاء، ويستثمرون في الخراب لبسط نفوذهم، غير آبهين بمصير الملايين من النازحين والجوعى والمحرومين.

لهذا فإن الرهان على المواقف الدولية وحدها لا يكفي. المعركة الحقيقية اليوم هي داخل السودان، في وعي الناس وفي وحدة القوى المدنية والسياسية والاجتماعية التي ترفض الحرب. إن تشكيل الجبهة الشعبية العريضة لم يعد خيارًا مؤجلاً، بل واجب الساعة. فهي الجدار الوطني الذي يستطيع أن يواجه خطاب المتأسلمين، ويُسقط ادعاءاتهم الكاذبة بأنهم يتحدثون باسم الشعب.

العالم يقول اليوم ما قالته القوى المدنية بالأمس لا للحرب. والوقت قد حان لأن يعلو صوت الشعب السوداني منظمًا وموحّدًا، ليكتب بوضوح نهاية هذه الحرب العبثية ويفتح الطريق نحو سلام عادل وديمقراطية حقيقية.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.