
الأستاذ شمس الدين أحمد صالح
ذكرنا في الحلقات السابقة أن جبال مرة من المناطق ذات الأهمية الزراعية الكبيرة، لخصوبة أراضيها باعتبارها منطقة بركانية تنمو فيها جميع المحاصيل، وكذلك لتنوع المناخات فيها، إلا أن ما يمنع الاستفادة منها أو استثمارها هو وعورة الطرق، وعدم وجود البنيات التحتية من طرق وجسور وكهرباء، بالإضافة إلى انعدام الأمـن قبل ثورة ديسمبر المجيدة، لأن المنطقة تحولت إلى منطقة عمليات حـربية، والتي كانت يقودها نظام البشير ضد حركة تحرير السودان، قيادة الأستاذ عبد الواحد محمد نور، وانعزلت المنطقة لفترة طويلة عن باقى أجزاء السودان اجتماعيا، وانعدم التواصل مع باقي أجزاء السودان، وبالتالي تعطلت الزيارات السياحية التي كان يقوم بها سكان المدن الدارفورية الأخرى، مثل نيالا، الفاشر، وزالنجي، وكذلك الرحلات العلمية التى كانت تقوم بها بعض كليات الزراعة والمعاهد الزراعية في السودان إلى منطقة جبال مرة، وخاصة في المنطقة الجنوبية الغربية، مثل قلول وطور ومرتجلو ونرتتي، لوجود الطريق الوحيد المعبد في عموم إقليم دارفور، من نيالا إلى كأس، نرتتي، زالنجي، إذا استثنينا طريق “خلوها مستورة” على حد قول دكتور علي الحاج، الأمين العام للمؤتمر الشعبي، من الأبيض إلى الفاشر، طبعًا. أموال هذا الطريق مورس فيها فساد عجيب، فالأموال التى استقطعت من مواطني إقليمي كردفان ودارفور، ومن سكر التموين الذي كان يوزع بالأسعار المخفضة للمواطنين في كل ربوع السودان، وذلك الطريق هو طريق قاري ومفيد لكل السودان ولدول غرب أفريقيا، إلا أن عنـصرية المتأسلمين وضيق أفقهم في التنمية؛ اعتبروا أن الطريق الغربي هذا خاص بدارفور وكردفان، وحرموا من سكر التموين لصالح تشييد الطريق، وبعد كل ذلك أفـسدوا في أمواله، وعندما سئل دكتور علي الحاج عن تلك الأموال بواسطة أحد وسائل الإعلام قال قولته المشهورة “خلوها مستورة”!
نواصل
متابع باهتمام حلقات أعرف بلدك عن سلسلة جبال مرة للأستاذ/شمس الدين أحمد صالح، ولكن نفتقد للحلقات التالية (9، 10).
هلا تكرمتم بمدنا بها إن كانت موجودة أو صدرت من صاحبها وشكراً.