
أصدر حزب البعث العربي الاشتراكي (الأصل) قيادة قطر السودان، بيانًا سياسيًا في 16 سبتمبر الجاري، تناول فيه موقفه من البيان المشترك الصادر عن الرباعية (مصر، السعودية، الإمارات، الولايات المتحدة) في 12 سبتمبر، والذي دعا إلى وقف الحرب في السودان واستئناف المسار الديمقراطي.
الحزب وصف بيان الرباعية بأنه خطوة إيجابية يمكن أن تساهم في دعم جهود إنهاء الحرب وفتح الطريق نحو السلام العادل والشامل، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن أي جهد خارجي يجب أن يُخضع لإرادة السودانيين أنفسهم، ويراعي استقلال قرارهم الوطني، بعيدًا عن أي شكل من أشكال الوصاية.
أعاد البيان التأكيد على موقف الحزب المعلن عشية اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023:
رفض الحرب وتوسيع نطاقها.
التمسك بالسيادة الوطنية الكاملة.
الالتزام بخيار الشعب السوداني في الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة.
وضع الحزب تصورًا لحل الأزمة يقوم على ثلاث دعائم مترابطة:
1. وقف شامل ودائم لإطلاق النار، وإنهاء المظاهر المسلحة غير النظامية.
2. إزالة القيود أمام وصول المساعدات الإنسانية وضمان سلامة العاملين.
3. عملية سياسية يقودها السودانيون باستثناء المؤتمر الوطني وحلفائه بدعم وتيسير من المجتمعين الإقليمي والدولي.
واقترح البعث أن تفضي العملية السياسية إلى تشكيل حكومة انتقالية لمدة عام واحد، من كفاءات متفق عليها، تركز على إعادة الأمن والخدمات الأساسية والتحضير لانتخابات تشريعية تقود إلى برلمان انتقالي يتولى إدارة المرحلة التالية، بما يشمل إعادة الإعمار واستكمال مهام ثورة ديسمبر.
لغة البيان عكست مزيجًا من الحذر والترحيب فهو من جهة يفتح الباب للتفاعل الإيجابي مع المبادرات الدولية، ومن جهة أخرى يتمسك بالسيادة الوطنية ويرفض أي تدخل أو وصاية. كما أكد استعداد الحزب للمساهمة في أي جهد وطني أو دولي صادق يهدف إلى وقف الحرب وتحقيق السلام واستعادة المسار الديمقراطي.
بهذا الموقف، يسعى البعث الأصل إلى تقديم نفسه كقوة سياسية واضحة الموقف، رافضة للحرب منذ بدايتها، ومتمسكة بالديمقراطية كخيار استراتيجي. كما يحاول أن يوازن بين قبول الدعم الدولي والتمسك باستقلال القرار السوداني، في وقت يتطلع فيه الشارع إلى حلول عاجلة توقف الحرب وتعيد الحد الأدنى من الحياة الطبيعية.
Leave a Reply