ثورة المعلومات وتغيير الموازين في الصراع العربي “الإسرائيلي”

صحيفة الهدف

د. أحمد بابكر

هناك تغيير نوعي في موازين القوى في الصراع العربي “الإسرائيلي”، سوف تظهر نتائجه في الفترة القادمة. هذا التغيير بدأ بسحب بساط التأييد الشعبي الغربي للكيان باعتباره واحة الديمقراطية وسط كتلة من الإرهابيين الأوباش.

سابقًا كان الإعلام الغربي متحكمًا في تشكيل الرأي العام بامتلاكه لأدوات الإعلام المتاحة في ذلك الوقت (تلفزيون، صحافة، إذاعة، وو… إلخ) الآن بعد ثورة الاتصالات أصبح كل من يملك تلفون ذكي هو منصة إعلامية، وبالتالي تم نقل وحشية هذا الكيان العنصري مباشرة صوت وصورة لا تحتاج لتفسير.

وبذلك عجزت كل أدوات التضليل، وبدأت كتلة التعاطف مع الشعب الفلسطيني تزداد شيئًا فشيئًا، وتجاوز الأمر مرحلة التعاطف لاتخاذ المواقف، والتي أجبرت بدورها كثير من الحكومات لتبني حق الشعب الفلسطيني في الحياة وفي تكوين دولته المستقلة، ومن الواضح أن هذا المسار سيذهب بعيدًا باتجاه تكوين كتلة تاريخية ليس على صعيد القضية الفلسطينية؛ فقط ولكن أيضًا في إعادة النظر في كثير من المسلمات التي غرستها المركزية الأوروبية وعقلها الاستعماري في ثقافة وتفكير مواطنيها، ربما نشهد مراجعات تاريخية واعتذارات عن كثير من المآسي في تاريخ الاستعمار وما بعده.

في يقيني إننا مقبلون على مرحلة جديدة في العالم من حيث الفكر والسياسات، سيكون صوت الجماهير مسموعًا ومؤثرًا في السياسات والاستراتيجيات،

سيذهب عهد أن تتحكم قلة في توجيه سياسات العالم لمصالحها الضيقة، فثورة المعلومات لم تترك فرصة لاحتكار المعلومة أو الحقيقة؛ فستستيقظ الشعوب من غيبوبتها وستكون الرقم واحد في تشكيل ملامح العالم الجديد.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.