#الهدف_تقارير
دعا أنصار نائب رئيس جنوب السودان السابق ريك مشار بعد أيام من اتهامه بارتكاب “جرائم ضد الإنسانية”، إلى تعبئة عسكرية من أجل تغيير النظام في البلاد، ما يثير مخاوف من نشوب حرب أهلية.
ويتداعى اتفاق السلام الموقّع عام 2018 بسرعة لافتة. فبعد سلسلة من الخروقات من جانب الحكومة والمعارضة على السواء،، اللذان عجزا عن تحويل الشراكة الهشّة إلى مسار سياسي مستقر، بينما تمنحهما صفقات النفط مع الصين وروسيا مظلّة دبلوماسية ومالية تسرع الإتجاه نحو المواجهة المحتملة وسط مجاعة تضرب البلاد، بسبب الفساد.
بدأ مشهد الحرب، قبل نحو ستة أشهر، عندما فُرضت الإقامة الجبرية على مشار وزوجته وزيرة الداخلية أنجيلينا جاني تيني، عقب اشتباكات عنيفة في ولاية أعالي النيل بين شباب النوير المعروفين ب”الجيش الأبيض” وزوارق حربية نهرية ومروحيات هجومية. قُتل في المعارك الفريق ديفيد ماجور داك، وسارعت الحكومة إلى تحميل مشار المسؤولية، لتتعزز مخاوف الانزلاق نحو حرب شاملة.
يذكر أن الأزمة الحالية ليست مجرد خلاف سياسي بين سلفاكير وخصومه، بل هي امتداد لصراعات متجذرة تتعلق بتقاسم السلطة والثروات، وتُغذى بالانتماءات القبلية. فالصراع بين جماعتي الدينكا والنوير، في ظل غياب مؤسسات قوية قادرة على فرض سيادة القانون. ومع استمرار حالة الانقسام داخل الجيش، ووجود مليشيات غير نظامية تمتلك القدرة على تحريك الأحداث.
مراقبون يرون أنّ جنوب السودان يعيش لحظة مفصلية نتيجة اتفاق سلام هش، واقتصاد يترنّح، وشبكات نفوذ نفطية تحمي السلطة أكثر مما تحمي الاستقرار، الطريق إلى الحرب قادم في انتظار إطلاق الرصاصة الأولى.

Leave a Reply