شعبي يستغيث والموت يطرق كل بيت

صحيفة الهدف

أمجد السيد

فيما تتساقط أرواح السودانيين تباعاً بحمى الضنك، تواصل حكومة الأمر الواقع غيابها التام وكأن هذا الشعب ليس شعبها، وكأن هذه الأرض ليست مسؤوليتها.

حمى الضنك اليوم لا تفتك بأفراد هنا وهناك، بل تضرب المدن والقرى، وتطرق كل بيت سوداني، بينما المستشفيات خاوية على عروشها، والأطباء بلا إمكانيات، والدواء شحيح إن لم يكن معدوماً.

هذا ليس قدراً محتوماً، بل نتيجة مباشرة لانهيار الدولة، لغياب المسؤولية، ولانشغالهم  بالحرب والسلطة لا بحياة الناس.

إنها مأساة مزدوجة مرض قاتل، وسلطة عاجزة، أو بالأحرى غائبة، لا تملك إلا الصمت واللامبالاة.

شعبي يموت في صمت.. يموت بحمى يمكن احتواؤها لو وُجدت دولة، لو وُجدت إدارة، لو وُجد من يحس بمعاناة إنسان بسيط يبحث عن سرير في مستشفى أو عن جرعة دواء.

لكن، أي دولة هذه التي لا ترى أن حياة مواطنيها أهم من حروب الكراسي؟ وأي سلطة هذه التي لا تسمع صرخة طفل يتلوى بالحمى؟

يا أبناء السودان، إن معركتكم اليوم ليست فقط ضد الحرب ولا ضد الجوع، بل أيضاً ضد الموت القادم على أجنحة بعوضة.

صرختكم هي السلاح الأخير: شعبي يستغيث.. شعبي يُذبح بالإهمال، كما يُذبح بالرصاص.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.