العسكر في مواطن الجمال والإبداع..

إحسان الله عثمان
#ملف_الهدف_الثقافي

“عُشرة الأيام” كلمات الجنرال عوض أحمد خليفة
لو كان صبرت شُويَّة.. عُمر السنين.. أيام
الصورة الذهنية السائدة عن العسكرية فيها شيء من الغلظة والصرامة، إلا أن هناك عساكر كسروا هذه الصورة النمطية بشعرهم العذب وكتاباتهم الرقيقة ومؤلفاتهم، فأثروا الساحتين الأدبية والثقافية ورفدوا الوجدان الجمعي بأعذب الكلمات والألحان.
الجنرال عوض أحمد خليفة شاعر يرسم ولا يكتب.. أسهم في صياغة الوجدان السوداني، وشكّل الراحل منعطفاً بارزاً في مسيرة الأغنية السودانية وصناعة الفرح من خلال حضوره الوريف في حديقة الشعر الغنائي المترع بقيم الخير والحب والجمال. ويُعتبر خليفة من شعراء التجديد في قصيدة الغناء السوداني، وتمتاز تصوراته بالرومانسية والتعبيرية الموحية وبساطة التأليف وعمق المعاني.. إشراقات غنية بدفق الحياة وفيض الإبداع.
تميز الشاعر المرهف عوض أحمد خليفة بالمفردة المترعة بالجمال والعاطفة الدافقة، وكان مختلفاً عن السائد في اللغة الشعرية الغنائية. لم يسلك درب الحداثة الممعنة في الرمز، ولكنه اختار البراعة والتمكن، فجاءت (عشرة الأيام) أغنية شاهقة المعاني، عميقة الإحساس، لوحة وجدانية منحها شاعرنا الجميل كل الحب والجمال.
من أبرز أغنياته: (ربيع الدنيا) و(صدقيني) و(خاطرك الغالي) للفنان عثمان حسين. ومن أغنياته أيضاً (أغلى من عيني) و(كيف يهون عندك خصامي) و(ما خلاص نسيتنا) للفنان عبد الكريم الكابلي. وتغنى له الفنان زيدان إبراهيم بـ(بالي مشغول) و(دنيا المحبة) و(في بعدك يا غالي)، وغنى له الفنان إبراهيم عوض (غاية الآمال). كما غنى له الفنان عبد العزيز محمد داوود (يا أغلى الحبايب)، والفنان أبو عركي البخيت (لو كنت ناكر الهوى)، وتعامل مع العديد من الفنانين بأعمال ستظل خالدة في ذاكرة الفن السوداني.
ضمت المؤسسة العسكرية بين منسوبيها عددًا من الأدباء والشعراء والملحنين الذين ولجوا إلى بوابة الإبداع مرتدين بزّتهم العسكرية، منهم: الصاغ محمود أبو بكر (صه يا كنار)، واليوزباشي عبد النبي عبد القادر مرسال، واليوزباشي يوسف مصطفى التني، والرائد عصمت حسن زلفو، والعقيد محجوب برير، والرائد خالد الكد، والموسيقار العقيد أحمد مرجان، والموسيقار الرائد محمد الفاتح كسلاوي، والعميد عمر الشاعر، والعميد الطاهر إبراهيم، واللواء الخير عبد الجليل، والشاعر والأديب والكاتب اللواء أبو قرون، واللواء عبد المنعم عبد الحي، والفريق جعفر فضل المولى.
أبو ظبي – سبتمبر 2025