يوم آخر في غ.زتي: قرار بين الحياة والكرامة

صحيفة الهدف

هويدا الدريملي

كاتبة فلسطينية

#ملف_الهدف_الثقافي

انتظار أن يصلك الدور في شاحنة تنقل لك أغراضك للجنوب كأنك تنتظر مصيرك. وعندما لا يصدق معك صاحب الشاحنة، تحزن تارة وتفرح تارة أنك ستبقى ليوم آخر في غ.ز.ت.ك تشم نسائمها المحملة برائحة الموت والدخان والبارود والغبار، تنظر إلى سمائها المدججة بالصواريخ والطائرات الحربية والرصاص، وتصرخ بداخلك: لا أريد الخروج، وتطلب منها السماح كأنك ستتخلى عن حطامها لتنجو بنفسك وأولادك.

تنتظر وأنت تنظر ماذا تأخذ وعن ماذا تتخلى.

نتخلى عن كرامتنا وعزنا وشموخنا وسترنا وعمر انقضى بحلوه ومره. كل يوم انتظار وتفكير بكل زاوية وكل مكان يقتل داخلنا أشياء لا يعلمها إلا الله.

انتماؤنا للأماكن ليس انتماء للحجارة، بل هو انتماء لإنسانيتنا.

هل خروجنا يعتبر خيانة؟ هل خروجنا يعتبر ضعف؟ هل خروجنا يعتبر رفاهية؟

لك الله يا غ.ز.ة.

#غ.ز.ة_ت.ب.ا.د

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.