من نفحة أغنيةٍ صباحيَّة

بابكر الوسيلة
#ملف_الهدف_الثقافي
هيَ أرضٌ تمَّ فيها زراعةُ الغناء بعُصارةٍ حضاريَّةٍ عزيزةٍ، وبمحبَّةٍ عظيمةٍ، وبجهدٍ جماعيِّ الخيال والدَّندنة؛ فنمت واخضوضرت وأزهرت وأثمرت من كلِّ روح بهيج.
غناءٌ فتح للبُيوت أبوابَ العناق، وللرِّوح شُرُفاتِ التَّأمُّلِ في المحيط الكونيِّ الهائل، وللذَّاكرة الجماعيَّة حُضناً تنام تحت ظلاله حدائقُ عامَّةٌ وحنانٌ شعبي. كما أنَّه أسَّس في الحيشان الطَّليقة مدرسةً لتعليم الطُّيور لغةَ النَّاس، وتعليمِ العشَّاقِ لغةَ الطُّيور وأنفاسَ الزَّهر؛ وأُضيفُ أنَّه أرسى دعاماتِ الاحتضانِ العامِّ في بلدٍ أرضُه أرضُ رقصٍ ومُعانقاتٍ وطربٍ وهفهفة.
الغناءُ سلَّمٌ تعليميٌّ وتربويٌّ من موسيقى وهيُولى. كمْ هُمْ معلِّمون من طرازٍ فريد، فنَّانو النَّحتِ على الحِس، هؤلاء المغنُّون والمُغَنِّياتُ من كلِّ دَفقةٍ وحقل..!
سنظلُّ نُغنِّي ونغتسل بالغناء حتَّى ونحن بين دُخانٍ خانقٍ وصوتِ رصَاصةٍ مجنونةٍ تقتل، “فالغناء سرُّ الوُجُود