
#ملف_الهدف_الثقافي
وسط تصاعد الأحداث في السودان، تواصل الحرب التي تعصف بالبلاد إلحاق أضرار جسيمة بالبنية الثقافية والفنية. فقد تعرّضت منازل عدد من الأدباء والفنانين السودانيين للنهب والتخريب، ما أدى إلى فقدان إرث ثقافي ثمين يشكّل ذاكرة جماعية للأجيال السودانية. وتشمل الخسائر مخطوطات موسيقية وأعمال تسجيلية نادرة تعود إلى عقود، كما طالت الاعتداءات مكتبات الشعراء الذين فقدوا عشرات المخطوطات والكتب النادرة. وقد خسر الفنانون والكتاب آلاف الأعمال واللوحات والصور الفوتوغرافية النادرة، إلى جانب مئات الأعمال الفنية من غاليريهات ومراكز فنية وموسيقية. ولم يسلم الفن التشكيلي من هذه الاعتداءات، حيث دُمّرت العديد من لوحات فنانين سودانيين وثّقت الحياة اليومية في الخرطوم والمناطق الأخرى، وأعمال تصور الحياة الاجتماعية والهوية الوطنية. ويؤكد مثقفون أن هذه الخسائر لا تقتصر على الجانب المادي فحسب، بل تمثل استهدافًا مباشرًا لـ”أعمدة الثقافة السودانية” وإرثها الرمزي.
ويشير عدد من الخبراء إلى أن فقدان المخطوطات والمواد الفنية يشكّل تهديدًا حقيقيًا لمستقبل الفنون البصرية والموسيقية والأدب في السودان، لأنها تشكّل سجلًا غير رسمي للتاريخ الشعبي والاجتماعي والثقافي للبلاد، خصوصًا في ظل النزاعات التي دفعت آلاف السودانيين للنزوح داخليًا وخارجيًا. ويعتبر هذا الوضع تذكيرًا صارخًا بأهمية حماية التراث الثقافي والفني في أوقات النزاع، لتجنب ضياع أعمال لا يمكن تعويضها، وضمان استمرار الإبداع والحفاظ على الذاكرة الجمعية التي تشكل جزءًا أساسيًا من الهوية الوطنية.
Leave a Reply