الكرة في ملعب القوى السياسية والمدنية نحو جبهة شعبية عريضة

صحيفة الهدف

أمجد السيد

بعد بيان الرباعية الأخير، لم يعد هناك مبرر للتردد أو الهروب من المسؤولية. الكرة اليوم في ملعب القوى السياسية والمدنية، ومعها لجان المقاومة، كي تلتقط اللحظة وتحوّلها إلى فرصة لإنقاذ الوطن.

لقد أثبتت الحرب أن الحل العسكري لن يقود إلا إلى مزيد من الدماء والدمار، وأن الطريق الوحيد هو بناء مشروع وطني جامع يعيد للسودان وحدته واستقلال قراره. هذا المشروع لن يتشكل ببيانات متفرقة ولا بمواقف متناقضة، بل بجبهة شعبية عريضة توحد الجميع خلف هدف واحد إيقاف الحرب، واسترداد مسار الانتقال الديمقراطي، وبناء دولة المواطنة والعدالة.

إن القوى السياسية مطالبة اليوم بترك حسابات المكاسب الصغيرة وميراث الانقسامات، وأن تستمع إلى صوت الشارع الذي دفع أثمانًا باهظة في سبيل الحرية والسلام والعدالة. ولجان المقاومة، التي أثبتت صلابة لا تُضاهى، مدعوة لقيادة هذا المسار بروح المسؤولية التاريخية، لا بروح العزلة أو الانغلاق.

إن العالم يراقب، والشعب يئن، واللحظة لا تحتمل المزيد من التشتت. فإما أن ترتقي القوى المدنية والسياسية إلى مستوى التحدي، أو تترك فراغًا آخر تملؤه مشاريع الحرب والفوضى.

اليوم، أكثر من أي وقت مضى، نحن بحاجة إلى جبهة شعبية عريضة، تحمل رؤية واضحة، وتخاطب الداخل والخارج بلسان واحد، وتؤسس لسلام دائم وتحول ديمقراطي حقيقي. هذا هو الطريق، وهذه هي مسؤولية الجميع بلا استثناء.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.