إلى متى يستمر نزيف الوطن؟

صحيفة الهدف

أمجد السيد

إلى متى يبقى وطننا أسيراً للرصاص والاقتتال؟ إلى متى يتواصل التشريد والجوع والمرض بينما يظل الشعب السوداني رهينة لصراعات على السلطة والثروة؟ يموت شبابنا بالآلاف من كل الأطراف، وفي النهاية جميعهم سودانيون.

الحرب لا تجلب إلا الخراب. الرابحون فيها قلّة، والخاسر الأكبر هو الشعب. موارد السودان الهائلة فوق الأرض وتحتها تُنهب وتُستغل، بينما الملايين بلا مأوى أو دواء أو تعليم. لقد آن الأوان أن نقول بصوت عالٍ: كفى حرباً، كفى دماءً.

المصالحة ليست ضعفاً بل شجاعة، وهي الطريق الوحيد لبناء وطن يسع الجميع. نحن بحاجة إلى عقد اجتماعي جديد يضمن عدالة في السلطة والثروة، ويضع دستوراً شاملاً لا يُقصي أحداً، دستور يُؤسس لديمقراطية حقيقية يكون فيها صندوق الاقتراع هو الحكم لا البندقية.

الخطوات واضحة:

وقف فوري لإطلاق النار وفتح الممرات الإنسانية.

حوار وطني شامل تحت إشراف محايد يضم جميع القوى.

صياغة دستور مؤقت يكرس الحقوق والعدالة الاجتماعية.

برنامج طارئ لإعادة الإعمار وعودة النازحين واللاجئين.

رسالتي إلى كل الأطراف القوة ليست في استمرار الحرب، بل في الشجاعة على إيقافها. وللشعب السوداني أقول لا تنتظروا منقذاً من الخارج، أنتم أصحاب المصلحة الحقيقية، وأنتم القوة القادرة على فرض السلام العادل.

لن نبني السودان بالمدافع ولا بالخطابات التي تزرع الكراهية، بل بالسلام والديمقراطية والعدالة. فلنختَر الحياة لا الموت، الوحدة لا التمزق، المستقبل لا الماضي المظلم.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.