في توق لقراءة إحدى روايات نجيب..

صحيفة الهدف

عبد الغني كرم الله
#ملف_الهدف_الثقافي
يا حبذا “رحلة ابن فطومة”، كم تأسرني رحلته هذه، بين المدائن، بل بين الأديان، والمعتقدات، والأعراف، كل مدينة لها دين، تنظر به للآخرة، ولمجاري الأقدار، وتنظم حياتها وفقه، وتسخر من المدن الأخرى، الأديان الأخرى، “كل حزب بما لديهم فرحون”.
نجيب قرأت كل كتبه في الثانوي، حتى الأخيرة، أصداء السيرة الذاتية وأحلام فترة النقاهة، ختمت بها عالمه العظيم، قلم جبار، ملم بالحياة وسبر تجليها على الإنسان.
أظن ستكون هذه القراءة الثالثة لرحلة ابن فطومة، صفحتها الأولى فقط، وصف للحياة، وجس معناها، وتصوير حنين الإنسان للاكتشاف واليقين واللذة، بكل صورها الحسية والمعنوية..
قلم أبحر في عوالم عدة، مراحل تاريخية وواقعية ووجودية وفلسفية (درس الفلسفة)، وصوفية وملاحم عظيمة (الحرافيش)، وتطور وعي الإنسان وتقلباته بين القلب والعقل (أولاد حارتنا)، حتى أدب السيرة الذاتية (حكايات حارتنا، وأصداء السيرة الذاتية)، وإن كانت أعماله كلها، هي سيرة ذاتية ضخمة..
إحساس قراءة كاتب معين، في زمن معين يذكرني بالنباتات (وهي لا محال جدتنا)، وتناسب كل بذرة (كل كتاب)، مع فصل وبيئة تناسبها، وكذا الروايات، هناك التي تراود حسك صيفًا، وأخرى في قلب الخريف، وثالثة تناسب كل الفصول..

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.