
نجلاء البحيري
#ملف_الهدف_الثقافي
هل ستصبح الأخبار عادلة يومًا؟
أم أن الحقيقة دائمًا محجوبة بزوايا مظلمة، تجعلنا نرى نصف الصورة ونشعر بأن العالم مقسوم بين من يسمع ويصمت، ومن يصرخ ولا يُستجاب له؟
كل خبر عن وطن يتألم، عن أطفال يهربون من صرخاتهم، عن مدن تُهدم وقلوب تُمحى، يشعرنا بالغربة عن الإنسانية، كأن الشمس تشرق على أراضٍ بلا نور، وأن القلوب التي تنتظر العدالة تُترك في الظل.
العدل ليس مجرد نقل الوقائع، بل فهم الألم، احتضان الحزن، مشاركة المعاناة، حتى لو لم نستطع التدخل فعليًا، العدل الحقيقي يبدأ حين يصبح الإنسان شاهدًا حيًا على المعاناة، حين يُسمع صوت الروح المقهورة قبل صوت السياسة، قبل الحدود، قبل المصالح.
كل يوم نقرأ أو نسمع خبرًا، نجد أنفسنا محاصرين بين الغضب والعجز، بين الرغبة في الصراخ وبين الحاجة للسكوت، بين أن نحمل الوطن في قلبنا وبين أن نتحرك بلا قوة. متى يصبح الخبر عادلاً؟
حين لا يكون مجرد كلمات على شاشة أو صفحة، بل مرآة لكل قلب، لكل روح، لكل نفس تتألم وتنتظر رؤية العدالة ولو للحظة واحدة، حين تصبح الأخبار جسراً يصل إلى الإنسان قبل أن تصل إلى السياسة،حين نعي أن الألم الذي يُرى هو جزء منا، وأن الصمت عن الحق هو ضياع لنا جميعًا. ربما العدالة الحقيقية تبدأ عندما نختار نحن أن نرى، أن نحس، أن نتحرك داخليًا، أن نترك الظلال خلفنا ونعترف بالوجع الذي يلمس قلوبنا،لان الروح تعرف الحق، حتى لو لم يُكتب، حتى لو لم يُسمع،
وحتى لو تجاهل العالم أن هناك من يصرخ بصمت..
Leave a Reply