أعرف بلدك.. جبال مرة الحلقة (5)

صحيفة الهدف

الأستاذ شمس الدين أحمد صالح

في الحلقة السابقة ذكرنا أن أهم عاملين تسببا في انزلاق الهضاب في جبال مرة، هى كمية البراميل المتفجرة والمدفعية الثقيلة التي أُطلقت على الجبال من قبل نظام البشير الدموي الذى أشعل حروب عبثية في كل أطراف السودان الأكثر تخلفًا، ضد أبناء تلك المناطق الذين انتفضوا بالسلاح مطالبين بالتنمية المتوازنة جغرافيًا واجتماعيًا في جميع أجزاء السودان، التي هي وطن لنا وفقًا لمبدأ الحقوق والواجبات. ركزت المطالب على ثلاث نقاط، هي استكمال طريق الإنقاذ من الأبيض، الفاشر، نيالا، زالنجي، الجنينة، ثم ادكون في حدودنا مع تشاد، بناء كل مدارس دارفور بالمواد الثابتة وإعطاءهم مبلغ مليار جنيه لتعويض أسر شهداءهم في المعارك. جاء هذا الحوار بعد ملتقى أبناء دارفور في الفاشر لوقف الحرب الذي قرر مبدأ الحوار مع هولاء الثوار لمعرفة مطالبهم. حمل الفريق إبراهيم سليمان والي ولاية شمال دارفور (الفاشر) آنذاك، رئيس آلية بسط الأمن في دارفور، ورقة المطالب فرحًا إلى العاصمة الخرطوم، على أمل أن تتوقف الحرب؛ إلا أن رد البشير ونائبه علي عثمان محمد طه، كان صادمًا حيث قالا: “هذا تمرد ضد الدولة وهم عبارة عن قطاع طرق، فالدولة لا تُلوى يدها ويجب حسمهم بالقوة” ومزقوا تلك الورقة ورموها في سلة مهملات القصر، وقال لهما إبراهيم سليمان: “اعتقد أنكم حتبحثوا مستقبلاً عن هذه الورقة ولن تجدوها”.

فاستمرت الحرب اللعينة بتداعياتها وكلفتها الكبيرة، الاجتماعية والاقتصادية والأمنية، وما نعيشه في كل السودان اليوم، هو امتداد لهذه العقلية التي سعّرت الحرب التي بدأت شرارتها في جبال مرة 2003م.  والعامل الثاني هو القطع الجائر للأشجار، والعامل الثالث هو الري الانسيابي للبساتين.

سنتناول في الحلقة القادمة كيف يؤثر هذا العامل على الجبال والصخور مسببًا تفككها.

نواصل

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.