لا للحرب نعم للوطن

صحيفة الهدف

✍️امجد السيد

حين يظن البعض أن الوقوف ضد الحرب خيانة، فإنهم يقلبون الحقائق رأساً على عقب. الخيانة الحقيقية هي أن نصمت على دماء الأبرياء، وأن نغطي الجرائم بشعارات زائفة، وأن نساوم على الوطن في سوق السلاح.

من المؤسف أن بعض الشخصيات العامة، التي كان الناس يرون فيها قدوة، اختارت أن تتحول إلى أبواق للتحريض وتخوين كل من يقول كلمة لا للحرب مع أن هذه الكلمة ليست شعارا مستورداً ولا مؤامرة مدفوعة الأجر، بل هي صرخة إنسانية نابعة من قلب كل أم فقدت ابنها، ومن روح كل طفل حُرم من حقه في التعليم، ومن دموع كل نازح فقد بيته وأمنه.

إن رفض الحرب لا يعني الانحياز إلى المليشيات، كما يحاول البعض تصويره، بل يعني الانحياز إلى السودان إلى وحدة ترابه، وإلى مستقبل أجياله. الحرب دمرت البنية التحتية، أفقرت المواطن، وأشعلت نيران الكراهية بين أبناء الوطن الواحد. فهل الوطنية أن نصفق لهذا الخراب؟

التاريخ لن يرحم الذين حرضوا على استمرار القتال، تماماً كما لن يرحم الذين أشعلوا ناره أول مرة. أما دعاة السلام ووقف الحرب فهم الذين يكتبون اليوم صفحة جديدة في وعي الشعب السوداني، لأنهم يملكون شجاعة قول كفى

إلى أولئك الذين يهاجمون رافضي الحرب نقول

الوطن لا يُبنى بالدماء، ولا يُحفظ بالشعارات الجوفاء، ولا ينهض على أنقاض البيوت المهدمة وجثث الأبرياء. الوطن يُبنى بالسلام، بالعدالة، وبالمحاسبة على الجرائم، لا بتبريرها.

إن كان لا بد من تخوين، فليخون من يشعل النار لا من يطفئها، ومن يبرر القتل لا من يرفضه، ومن يتربح من الحرب لا من يصرخ ضدها.

اليوم، كلمة الحق التي يجب أن تُقال هي لا للحرب نعم لوطن يسع الجميع.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.