قلة من السودانيين في مصر يخصمون من سمعتنا ويشوهون صورة الأكثرية

صحيفة الهدف

✍🏽خالد ضياء الدين

      جرائم سرقة واحتيال يقوم بها لصوص سودانيين على أبناء جلدتهم، أمام مبنى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بمدينة القاهرة، أثناء وقوفهم للحصول على كرت اللجوء.

▪️قبل أشهر قام سوداني (مجهول) باغتيال سيدة سودانية أمام حشد ضخم على أسوار مكاتب المفوضية في القاهرة برصاصة من مسدسه ثم لاذ بالفرار ولم يتم القبض عليه.

▪️ظهور نساء (بلطجيات) يحجزن في الصف الأمامي ويبعنه بمبلغ مالي لكبار السن ولمن لا يريد الانتظار، يمارسن “الفتوة” ويفرضن سيطرتهن على عينك ياتاجر!

▪️حوادث (نشل) تشبه النهب لأنها تحدث (بقوة عين) دون خوف من أي رادع، حتى أصبح ذهاب الأسر للمفوضية تشوبه المخاوف.

{المفوضية نفسها تعطي موعد للحصول على الإقامة بعد أكثر من عام!!!} وهذا موضوع آخر يحتاج إلى وقفة.

▪️رفعت الأمم المتحدة يدها عن دعم اللاجئين وبدأت في إغلاق بعض مكاتبها (الإسكندرية كمثال) وتوقف الدعم الإنساني للاجئين لينحصر في حدود بطاقات برنامج الأغذية العالمي، وهو دعم شهري ضعيف لا يتجاوز ال 750 جنيه مصري لفئة محدودة (المرضعات والحوامل والأطفال وبعض الحالات المحددة سلفًا من قبل البرنامج).

▪️للحصول على هذا الدعم يقف السودانيين بالمئات في الشمس ويحدث ازدحام وهرج ومرج أمام مواقع استلام المبلغ بمنتهى الامتهان والسبب السودانيين أنفسهم، بعدم انتظامهم وحالات الشجار المستمر، وعدم تقيدهم باللوائح، ليعلن قبل أيام برنامج الغذاء العالمي إلغاء البطاقات الغذائية المقرر تسليمها يوم الأربعاء الماضي بمدينة العبور، نظرًا لما شهدته عملية التوزيع الأخيرة من ازدحام وتدافع غير مبرر.

▪️هكذا هو الحال، كأنما هذه المبالغ الزهيدة هي، التي ستغني اللاجئين السودانيين وتشبعهم من جوع!

صحيح الظرف المالي أصبح ضاغطًا جدًا، لكن مهما يكن يجب أن نحافظ كشعب على مظهرنا وسمعتنا وأن لا نسمح بالنظر لنا كشعب عشوائي، غير مرتب، لا يحترم اللوائح، بل ولا يحترم حتى الجهات، التي تقدم له الدعم.

▪️قبل أيام حدثت مشكلة في منطقة (العجمي بالإسكندرية) عندما أعلن أصحاب مكتبة عن إمكانية تسجيل الطلبة السودانيين الكترونيًا في المدارس المصرية مقابل مبلغ مالي متواضع، هذا الأمر كان يحدث أيضًا في السودان لمعرفة نتيجة الشهادة السودانية والقبول للجامعات وغير ذلك، ليتفاجأ الناس بالأعداد الكبيرة من السودانيين حول المكتبة بحجة أن هناك مبالغ مالية خاصة باللاجئين السودانيين ستصرف لهم، هذا الحشد منع الطلبة وأولياء الأمور من تسجيل أبنائهم، وذلك بعد تدافع الناس واتهام البعض لأصحاب المكتبة بأكل أموالهم، لدرجة استعانة أصحاب المكتبة بالشرطة، وبعدها أعلنوا وقف التسجيل الإلكتروني!

▪️ضجت الأسافير وتناولت صفحات مصرية فيديو وصور لشاب سوداني لابس (على الله) وفي مرات أخرى ظهر بقميص وبنطال وهو يقوم بتحطيم زجاج السيارات (بطريقة غريبة) وسرقة محتوياتها، كانت هذه من أكبر الفضائح التي تسيئ لسمعة السودانيين لما فيها من عدم مقابلة الإحسان بالإحسان، أيضًا نقول أنها حالة فردية لكن عندما تجمع هذه الحالة مع حالات مماثلة، مضاف إليها حديث عن عصابات مختلطة (مصريين وسودانيين) يصبح الأمر أقرب للظاهرة.

▪️الشعب المصري “مشكور” احتضن اللاجئين والمقيمين السودانيين في القرى والمدن بالقاهرة والإسكندرية وغيرها، ولم تقبل الحكومة المصرية أن تقيم معسكرات لجوء مثل، التي في إثيوبيا وتشاد وجنوب السودان وإفريقيا الوسطى، وأظن فعلت مثلها حكومة يوغندا “مشكورة” أيضًا.

▪️نحن نحتاج أن نظهر لهم امتناننا وتقديرنا، بمزيد من التمسك بقيمنا السمحة، وأن نهتم بمظهرنا وسلوكنا، فاللاجئ السوداني تحديدًا، برغم ظروفه هو السفير الحقيقي لشعبه وهو واجهته.

▪️ماذكرته من أحداث قد يعتقد البعض أنها تجريح وقسوة في الطرح، لكن قديمًا قالوا (أسمع كلام الببكيك ما تسمع كلام البضحكك).

صحيح أغلب السودانيين في مصر هم رسل محبة تداخلوا مع الشعب المصري لدرجة الزواج والزيارات اليومية، تمازجت ثقافة الأفراح والأتراح، وكم شهد الناس مؤخرًا لحظات البكاء بين الأسر المصرية والسودانية أثناء وداع الأسر العائدة، وقد شهدت محطات القطارات والحافلات السفرية قصص إنسانية دلت على عمق العلاقات بين الشعبين، وعلى نبلهم.

فقط هناك من يسئ لشعبنا بتصرفاته الرعناء والمعيبة، قبل أن يسيئ لنفسه وأسرته وسمعة المرأة السودانية العفيفة، التي تكد وتكدح بالحلال من أجل لقمة العيش، بعيدًا عن النوادي والسهر وحفلات المجون.

▪️أذكر بعض الظواهر السالبة بالرغم من أنها حالات فردية محصورة في فئة معينة، ولكن نشير إليها لمحاصرتها حتى لا تتمدد فتصيبنا في سمعتنا وأغلى ما نملك.

▪️بالله عليكم من رأي منكم منكرًا فليغيره، ومن استطاع منكم أن يقدم نفسه كأبهى ما يكون السوداني فليفعل، لا تدافعوا عن الباطل بحمية الجاهلية فالحق أحق أنْ يتبع.

تغيروا نحو الأفضل ولنخرج من هذه الحرب الملعونة على الأقل ونحن فقراء معدمين، مشردين ولاجئين، لكننا سودانيين بكل ما تحمل هذه الكلمة من معاني للطيبة والسماحة وكريم الخصال.

      طال الزمان أو قصر سنعود لبلادنا، وقبل ذلك علينا أن نترك خلفنا سمعة طيبة وصحبة خير يذكرنا بها الناس.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.