جمال الكينونة

صحيفة الهدف

علي الحميدي الترياق
كاتب وسياسي من اليمن
#ملف_الهدف_الثقافي
ما هو الشيء الذي يحدد جمال الأشياء وقبحها؟
إن جمال وقبح الأشياء ليس ثابتًا في حياتنا، بل متغير، يتغير بتغير نظرتنا وعواطفنا تجاه أي شيء.

ذات يوم، أحد الرفاق أخبرني وأشار إلى أحدهم، وعدّد لي أوصافًا سيئة لهذا الشخص، فكرهتُه، وكنت أرى في ملامحه وحركاته وضحكته كرهًا شديدًا. حتى قابلته يومًا صدفة، وتجاذبنا الحديث، لأجد أنه طيب، نقي، نبيل. وتطورت علاقتنا لنصبح أصدقاء، فكنت أرى كل شيء فيه جميلًا: ضحكته بريئة، حركاته جميلة. فما هو الشيء الذي تغير؟
كينونتنا تجعلنا نرى الأشياء بما تراه هي، لا بما نراه نحن. عندما تكون عواطفنا جميلة تجاه شخص ما، فإننا نراه جميلًا ونرتاح بقربه، ونرى كل شيء فيه جميلًا: كلامه، ملابسه، شكله، لونه. وإذا كانت عواطفنا غير جيدة تجاه شخص ما فإننا نرى كل شيء فيه قبيحًا: كلامه لا يُطاق، شكله مقزز، لا تستطيع احتماله لدقيقة. تشعر أنه لا يجلس بقربك، بل جاثم بقدميه على صدرك، لا يدوس على الأرض بل على ظهرك، وتشعر بثقله الذي لا يُحتمل، لا تستطيع التنفس من ثقله.
في كينونتك وأعماقك يكمن الجمال والقبح، وليس في الأشياء..

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.