الافتتاحية: الثقافة حصن الأمة العربية.. ومقاومتها هوية

صحيفة الهدف

#ملف_الهدف_الثقافي
ليست الثقافة ترفاً نتباهى به في الأمسيات الأدبية، ولا زينةً نعلقها على جدران صالات العرض. الثقافة هي ذاكرة الأمة العربية التي لا تموت، ووعيها الذي لا يغيب، وسجلها الحافل الذي يحفظ وجودها وهويتها. في زمن العولمة الجارفة، والمشاريع التفتيتية، أصبحت الثقافة سلاحاً وجودياً تواجه به الأمة العربية محاولات مسخ هويتها وطمس روحها.
إن الهجمة على الثقافة العربية اليوم ليست هجمةً عابرة، بل هي جزء من حرب شاملة تستهدف كيان الأمة العربية ووجودها. فهي تحاول أن تقتلع جذورنا، وتشوه تاريخنا، وتفصم عرى لغتنا، وتسلخنا عن هويتنا. في مواجهة هذه الهجمة، تبرز المقاومة الثقافية كأهم أشكال المقاومة، لأنها تحفظ للأمة كرامتها، وتذكرهـا بماضيها المجيد، وتمنحها الأمل بمستقبل أفضل.
الثقافة المقاومة ليست انغلاقاً على الذات، بل هي انفتاح على العالم من موقع القوة والثقة. وهي ليست تكراراً للماضي، بل هي إحياء له واستلهام لقيمه الأصيلة لمواجهة تحديات الحاضر. من هنا، فإن الدفاع عن الثقافة العربية هو دفاع عن التنوع الحضاري للإنسانية، وعن حق الأمم في الحفاظ على هوياتها وخصوصياتها.
في هذا الإطار، يأتي هذا الملحق الثقافي ليكون منبراً للفكر الحر، والإبداع الأصيل، والحوار المنفتح. فهو يسعى إلى إبراز الوجه المشرق للثقافة العربية، والتعريف برموزها ومبدعيها، ومناقشة قضاياها المصيرية، والمساهمة في صياغة مشروعها النهضوي.
ندعوكم، أيها القراء الأعزاء، إلى قراءة هذا الملف بنفَس نقدي، وبعقل منفتح، وبروح قومية عالية. فليكن هذا الملف ملتقى للأفكار، وجسراً للتواصل بين الأجيال، ومنبراً للإبداع الذي يخدم قضايا أمتنا العربية ، ويساهم في بناء مستقبل أفضل لها.
فثقافتنا هويتنا.. ومستقبلنا من خلالها نبنيه

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.