أيام خالدات جمعتنا بكم في مسيد ود عيسى

صحيفة الهدف

أ. فيصل الزبير

مسيد ود عيسى

4 سبتمبر 2025

أشرقت علينا شمس صباح أغر في يوم من الأيام ونحن في مسيد ود عيسى، الأجواء الخريفية تشدنا للأرض البكر ونحن نستعد لوداع بعثة أهلنا من قري واوسي الأحباء الذين نزلوا علينا هم وتلاميذهم مثل مطر العافية ضيوفًا أعزاء وكرماء، عاشوا بيننا 9 أيام بالتمام والكمال، كنا نتمنى أن لا تنتهي مهمتهم معنا.

   مرت الثواني والدقائق والساعات، وتسربت الأيام من بين أيدينا سريعًا، ولسان حالنا يردد أغنية المرحوم الباشكاتب؛ “قلنا ما مكن تسافر، السفر من دون رضانا….” ثم طلبنا منهم نحتاج منكم “تاني اسبوع أقلو لأن الساعة جنبكم تبدو أقصر من دقيقة، والدقيقة وانتو ما في مرة ما بنقدر نطيقها.

والله لقد سبقتنا دموعنا حزنًا على فراقكم، وامتلأت القلوب بالحسرة لمغادرتكم ديارنا وربوعنا التي تشرفت بكم. ولكن عزاؤنا إننا تعرفنا عليكم عن كثب وكانت فرصة وسانحة ممتازة للتعرف على أهلنا المحس الأشراف وأصولهم وعلاقتهم بأهلهم من المسيد من الأنصار والمحس والركابية في السودان من خلال انتماؤهم لجدنا حمد ابدنانة، وكأحفاد للشيخ إدريس ود الأرباب المحسي المو كضاب، كما أفاد الأستاذ الجليل أبو زيد والدكتور صديق فهما يجيدان النسب.

الحمد لله انتهت المهمة بنجاح وتوفيق رباني متمنيًا لطلابنا  النجاح والتوفيق والسداد، كما أتمنى أن يكون أهلكم في مسيد ود عيسى قد أزالوا عنكم شعوركم بالظلم الذي حلّ بكم وتعرضتم له، فظلم ذوي القربى أشد مضاضة من الحسام المهند.

نحن في المسيد لجد سعداء بكم وكنا إما أن نقبل التحدي فننجح  في المهمة؛ أو ننجح، لا خيار ثالث لنا غير النجاح. فإن نجحنا في المهمة وأداءها وعكسنا لكم وجهنا المشرق؛ فذلك من فضل الله علينا، وأن قصرنا في حقكم؛ اعفوا لنا فهذا من أنفسنا والشيطان فأعذرونا.

وكما ذكرت سابقًا كانت زيارتكم تشريفًا لنا فكنتم تاجًا على رؤوسنا.

فكل أهلكم بالمسيد كانوا بالداخل والخارج يتابعون بعثتكم بكل الحب والتقدير والاهتمام ثانية بثانية.

لا يلتقي إثنان في المسجد أو السوق أو النادي إلا ويسألنا عن أخبار الضيوف وأحوالهم وأخبار البعثة، ويطلب منا أن لا نقصر في حقكم. فنقول لهم بإذن الله نحن لها ولن نجعلهم يشعرون بالتقصير حتى ينسون أهلهم عبر اهتمامنا ومتابعتنا اللصيقة لهم أينما حلوا. اتمنى أن نتمكن من إخراج يوم ختامي يليق بالمناسبة ويليق بسمعة أهل المسيد؛ كمجتمع معروف عنه الوعي والتحضر والثقافة، ويليق بالمحتفى بهم وبعثتهم الميمونة بإذن الله.

  التحية والتجلة منا بالأطنان لكل أفراد البعثة طلابًا وطالبات ومعلمين ومعلمات وإداريين وأولياء أمور، وكل الذين شرفونا باختيارهم المسيد كمقر لأداء مهمتهم.

إن وجودكم بيننا وحّدنا من أجل خدمتكم، فكانت ملحمة اجتماعية وأكاديمية لرتق وربط الأرحام والنسيج الاجتماعي للسودان.

كانت زيارتكم لنا فرصة ذهبية للتعرف عليكم عن قرب، فالمحن والمصائب ربما تكون احيانًا لخير كثير وأحسبها كذلك، وهذا إحقاقًا لمقولة إن المعاناة تُولِّد الإبداع وتُفجِّر الطاقات الكامنة.

ستغادروننا فجر الغد الجمعه 5 سبتمبر 2025 وأتمنى أن تحملوا معكم عنا ذكريات طيبة، فهذه الأيام ستكون بالقطع للتاريخ ولن ننساها ولن ننسى ذكراها، بل ستشكل لنا صدى طيب، وهي من أيامنا الخالدات التي سنؤرخ بها لهذه الزيارة الكريمة كل عام، وأتمنى للطلاب التوفيق والنجاح في مستقبل أيامهم، كما أتمنى لكل أفراد البعثة الوصول لذويهم بالسلامة وهم يحملون ذكرى تلك الأيام الخالدات.

بلغوا أهلنا بقري واوسي عنا اطيب التحيات. وستكون لهذه الزيارة ما بعدها من خلق مزيد من الترابط الأسري وبناء جسور الحب والمودة التي لن تنقطع بإذن الله.

ومرحبًا بكم من جديد إن عدتم لنا مرة أخرى في امتحانات المرحلة المتوسطة بنهاية هذا الشهر. وسوف تجدونا إن شاء الله كما نحن وستجدون في النفس شئ من الشوق للقياكم.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.