
خالد ضياء الدين
#ملف _الهدف _ الاقتصادي
السودانيون الهاجروا إلى مصر بسبب الحرب كانت لديهم حسابات بعد نزوحهم الأول في ولايات السودان المختلفة، وهناك كانت مشكلة الإيجارات زايدًا تكاليف المعيشة الغالية جدًا؛ سبب في تفكيرهم بمغادرة السودان.
ومصر كانت الدولة القريبة الجارة المسلمة البنتكلم لغتها وبنقدر نتعامل مع شعبها خصوصًا انه عندنا تجارب سابقة لسودانيين في مصر والعكس.
بعد زيادة الإيجارات في الولايات بصورة تفوق الخيال؛ الناس سافروا مصر لأنه إيجار نص بيت في أي منطقة في ولاية نهر النيل أو الشمالية (تقريبًا 450 ألف جنيه) كانت بتاجر ليك شقتين في مصر مع المعيشة المستورة لأسرتين أو ثلاثة، لأنه أول أيام الحرب كان الجنيه المصري بعادل 12 جنيه سوداني، وال150 ألف سوداني بتعمل ليك 12 ألف مصري، ودا مبلغ محترم في مصر بكفيك سكن وأكل وشراب في أمان الله، والمبلغ دا كان مرتب كثير من الموظفين لذلك الناس حسابات كدا مصر كانت المكان المناسب (سكن وأمن ومعيشة). والحق يقال الشعب المصري تقبل السودانيين خاصة الأيام الأولى للحرب وبعدين الناس البتتكسب من الميديا أثاروا بعض المشاكل لكن في أرض الواقع الوضع طبيعي جدًا.
الناس جات وقعدت سنتين بدون أي إحساس بضغوط اقتصادية خاصة لمن الأولاد والبنات اشتغلوا في المصانع والمحلات التجارية، لكن مؤخرًا اتسبب انخفاض قيمة الجنيه السوداني مقابل المصري في خلق واقع جديد مختلف تمامًا عن الأول.
الآن الجنيه المصري تجاوز ال 70 جنيه سوداني، يعني عشان تتحصل على ال 12 ألف الكنت بتحولها ب 150 ألف سوداني الآن عايز ليك 900000 جنيه سوداني!
يعني المبلغ اتضاعف 6 مرات وهنا أصبحت المعيشة مشكلة والعجز كبير ودا أهم سبب في عودة السودانيين خاصة المعتمدين على مرتبات أو تحويلات من داخل السودان، يسموها طوعية يسموها ما يسموها لكن الحقيقة الناس غلبتها المعيشة في مصر بسبب انخفاض قيمة الجنيه.
التبادل التجاري زاد بين السودان ومصر خاصة الشمالية ونهر النيل الأصبحوا بعتمدوا بشكل كبير على الوارد المصري من ملابس وأجهزة كهربائية ومواد بناء وسباكة ومصنوعات غذائية….الخ.
وفي المقابل بنصدر نحن لمصر ماشية ومنتجات زراعية (صمغ، كركدي، حبوب زيتية…) بعض التجار السودانيين ببيعوا بضاعتهم بالمصري، وديل بالتحديد مامحتاجين، فبكونوا عايزين يرجعوا بالكاش السوداني عشان يشتري تاني بضاعة من السودان ويواصل تجارته فبقوم يحول المصري لسوداني ودا غالبًا عن طريق تطبيق “بنكك” الأمر البزيد الطلب ولمن يزيد الطلب على الجنيه السوداني بحصل تجفيف لذلك الاعتماد على تطبيق بنكك كان الحل المتاح لتجارة العملة لأنه برضو في تجار بحولوا السوداني العندهم لمصري عشان يشتروا بضاعة مصرية يودوها السودان، باختصار ممكن نقول انخفاض قيمة الجنيه السوداني بيرجع لزيادة الطلب على الجنيه المصري في مقابل ضعف العرض، لأنه آلاف الأسر والتجار محتاجين يحولوا من جنيه سوداني لجنيه مصري وهنا مفترض نخت في بالنا انه نحن بسبب الحرب الاتسببت في نقص الاحتياطي النقدي من العملات، بنكينا المركزي أصبح أفقر مني ومنك لدرجة الحكومة قاعدة تشتري الدولار من السوق الأسود زيها زي التجار ومرات طلبها بكون بكميات كبيرة عشان تشتري سلاح أو حاجات للمجهود الحربي.
أها نرجع لموضوعنا الأول بتاع السودانيين الفي مصر الغلبتهم المعيشة.
والله الناس ديل ضاقوا الويل بسبب تدني قيمة الجنيه وصعبت عليهم المعيشة لدرجة المسكنة وانتشار ظواهر غير حميدة من تسول ودعارة ومخدرات ووو…. إلخ، لذلك الناس بقت تكابس في حافلات العودة والقطارات المجانية والسبب ياهو انهيار جنيهنا.
ما نقول لي السودانيين الراجعين ديل مقتنعين بفكرة الخرطوم الاتحررت ولا الجزيرة الاتكيكلت، القصة قصة جنيه دق الدلجة واقتصاد منتهي ومعيشة صعبت، وجوع لي جوع أحسن تجوع في بلدك وفقر لي فقر أولى بيك بيتك.
طبعا حتى النزوح والهجرة درجات، الناس الهاجرت مصر ديل أغلبهم أسر كانت متوسطة الحال أو على الأقل أحوالهم كانت ماشة تحت شعار (الله كريم) ديل الآن مستهدفين بقطارات العودة والدعوات للعودة وعايزنهم درقة وفئران تجربة وكباش فداء للمتفلتين ومطلوب منهم العودة عشان يعمروا البلد بشنو الله أعلم.
الغريبة الأزمة الاقتصادية دي ما شفناها في مهاجرين تركيا وقطر ولا حتى سمعنا بمبادرة لتسهيل عودتهم للسودان، ديل مهاجرين (Five Stars) مابرجعوا إلا عشان يحكموا، ما عندهم شغلة بارتفاع وانخفاض الجنيه السوداني ولا بأثر فيهم لأنهم بتعاملوا بالدولار والدرهم.
ويبقى السؤال كم من السودانيين يمكنهم الصمود والبقاء في مصر إلى حين انتهاء الحرب، كم منهم خاصة الشباب سيضيع في الغربة بسبب تدني قيمة الجنيه؟
Leave a Reply