
أمجد السيد
الحوار الوطني المنطلق من الإيمان بوحدة الوطن، والمتحرر من الحساسيات الضيقة، هو المدخل الطبيعي لوقف الحرب وفتح آفاق العمل المستقبلي. فالسودان اليوم يواجه خطر الانهيار الشامل، حيث لم تعد الحرب نزاعاً سياسياً بين أطراف متحاربة، بل تحولت إلى مأساة يومية يعيشها المواطن المغلوب على أمره.
تفشّت الأمراض وانعدمت الخدمات الطبية، فيما شهدت أسعار العملات الأجنبية قفزات جنونية قابلها انهيار مريع للجنيه السوداني. ونتيجة لذلك ارتفعت أسعار الغذاء والسلع الأساسية بصورة غير مسبوقة، بينما انعدم الدخل وتراجعت قدرة الأسر على توفير قوت يومها.
هذه الكارثة المعيشية والصحية مرتبطة مباشرة باستمرار الحرب. وكل يوم يمر دون وقفها يزيد من حجم المأساة، ويهدد بقاء الوطن نفسه. لذلك فإن الدعوة إلى حوار وطني شامل لم تعد ترفاً سياسياً أو مطلباً نخبوياً، بل شرطاً لإنقاذ الشعب والدولة.
المطلوب اليوم حوار يؤكد وحدة الأرض والشعب، ويضع أسس سلام دائم وعدالة اجتماعية وديمقراطية حقيقية. حوار يعلو فيه صوت الوطن على أصوات المصالح الضيقة، ويعيد الاعتبار لمبدأ المواطنة فوق كل الانتماءات.
إنّ التاريخ لن يرحم من يواصلون الحرب بينما يموت الناس جوعاً ومرضاً. وحده الحوار الوطني الصادق هو الطريق لإنقاذ السودان وفتح صفحة جديدة نحو السلام والاستقرار.
Leave a Reply