من جنة زراعية إلى بقعة منكوبة: ماذا تعرف عن “ترسين”قرية البرتقال والليمون؟

صحيفة الهدف

جبل مرة: الهدف

#الهدف_تقارير

في قلب منطقة جبل مرة بوسط إقليم دارفور، تُعرف قرية ترسين بأنها واحدة من أهم المراكز الزراعية، خاصة في إنتاج الحمضيات مثل البرتقال والليمون، بالإضافة إلى الخضروات. لكن هذه الصورة الوادعة تلاشت في ظل الكارثة التي حلت بالقرية مؤخراً، حيث أصبحت رمزاً للمأساة الإنسانية التي تجمع بين عنف الطبيعة ومرارة الحرب.

موقع جغرافي فريد وتضاريس قاسية

تقع ترسين في الجزء الأوسط من سلسلة جبال مرة، التي تمتد بين ولايات وسط دارفور، شمال دارفور، وجنوب دارفور، وتعتبر أعلى قمة جبلية في السودان. وتتميز المنطقة بتضاريسها الوعرة، حيث تكثر فيها المنحدرات الشديدة والوديان الضيقة، مما يجعلها عرضة للانزلاقات الأرضية. وقد سبق للقرية أن واجهت أحداثاً مشابهة، ولكن بأضرار أقل. هذه الظروف الجغرافية تزيد من صعوبة وصول المساعدات الإنسانية وفرق الإنقاذ، حيث تقلل وعورة الطرق من حركة العربات.

ملجأ للنازحين ومركز للصراع

لجأ مئات الآلاف من السودانيين، الفارين من الحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع، إلى منطقة جبل مرة، التي يُنظر إليها كواحدة من أكثر مناطق دارفور أماناً. وقد أصبحت ترسين ملتقى للنازحين، رغم أن المنطقة نفسها لا يتوفر فيها ما يكفي من الغذاء والدواء، مما يزيد من معاناتهم الإنسانية.

كما أن المنطقة تخضع لسيطرة حركة جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور.  قرية ترسين تضم مئات من المواطنين، لقى بعضهم حتفه في الانزلاق الأرضي الأخير ، ولم تبرز حتى الآن إحصائيات رسمية وموحدة حول عدد الضحايا..

مناشدات عاجلة للتدخل الدولي

في أعقاب الكارثة، أطلقت السلطات المدنية التابعة لحركة جيش تحرير السودان نداءات عاجلة للأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الدولية للتدخل. وتواجه الفرق المحلية التي تحاول انتشال الجثث صعوبات كبيرة بسبب الأنقاض والتربة الطينية التي غطت القرية بالكامل.

في النهاية، تمثل مأساة ترسين نموذجاً للصعوبات التي تواجه المناطق النائية في السودان، حيث تجتمع التحديات الطبيعية مع الصراعات المسلحة ونقص الخدمات، مما يترك السكان في حالة من الضعف الشديد.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.