
كولن ولسون
#ملف_الهدف_الثقافي
النص يعالج التمزق الوجودي، الذي يعيشه الإنسان الحديث، الممزق بين فراغ روحي وشراهة مادية، وبين حاجة ملحة إلى المعنى وعجز عن القبض عليه في عالم فقد البوصلة. يربط المؤلف هذا القلق بالتحولات الكبرى، التي أحدثتها الفلسفة الوجودية والفن الحديث، لكنه لا يقف عند حدود التشاؤم، بل يحاول أن يفتح أفقًا جديدًا يقوم على البحث عن إمكانات داخلية أوسع للوعي الإنساني. فهو يرى أن الخطر ليس في الفراغ ذاته، بل في الاستسلام له، وأن تجاوز “اللامنتمي” يتطلب انفتاحًا على تجربة أعمق للحرية والإبداع.
الكتاب يحمل طابعًا نقديًا وتحليليًا، إذ يتناول بالنقاش مسارات الأدب والفكر والفن، التي سعت إلى مقاربة الاغتراب الإنساني. غير أن المؤلف يصرّ على أن الحل لا يكمن في الهروب أو الاستسلام للعدمية، بل في إعادة بناء الذات على أسس أكثر وعيًا ومسؤولية، عبر استثمار الطاقات الداخلية للإنسان، والبحث عن أصالة تتجاوز الزيف، الذي يطبع الحياة المعاصرة. ومن هنا يظهر الكتاب كدعوة فلسفية وأخلاقية في آن، تحث على تجاوز “اللامنتمي” نحو إنسان قادر على المصالحة مع نفسه ومع العالم.
Leave a Reply