في زوايا القلب

صحيفة الهدف

نجلاء البحيري
#ملف_الهدف_الثقافي 

ثمّة مشاعر لا تكبر رغم مرور الوقت،
تبقى هناك، في زوايا القلب، كما تركناها أول مرة..
لا تذبل، ولا تُزهر، لكنها تُقيم فينا بصمتٍ نبيل.
‏كم من حديثٍ توقّف على حافة الصمت،
لا لأن اللغة خانتنا،
بل لأننا أدركنا أن بعض الشعور لا يُقال دون أن يفقد قدسيته.
نشتاق..
لكنّنا نخفي شوقنا في عيونٍ أرهقها الانتظار،
ونكتفي كل مساء بزيارة صامتة لذاكرةٍ لا تجيد النسيان.
نحدّق في السقف طويلًا، كأننا نبحث في الفراغ عن وجوهٍ غابت ولم تعد،
ونُخفي ارتباك قلوبنا في تفاصيل صغيرة.. فنجان قهوة، أغنية قديمة، أو رسالة لم نفتحها منذ أعوام.
ما زال في القلب متّسعٌ لأولئك الذين غابوا،
للضحكات التي انطفأت فجأة،
للمواقف التي لم يُكتب لها ختام،
وللأحاديث التي سكنت حلوقنا دون وداع.
وما زال الصمت أصدق ما نملكه حين لا يُجدي الكلام،
لأننا تعلّمنا أن بعض الحنين لا يحتمل التفسير،
وأن بعض الأبواب لا تُفتح مرتين دون أن نفقد شيئًا من كرامتنا.
نكتب لنظلّ قريبين ممّا لم يعد لنا،
ونصمت كي لا نخسر ما بقي فينا من جمال الشعور،
نمضي بثقل الذكرى على أكتافنا،
كأننا نحمل مدينة كاملة سكنتنا.. ثم قرّرت الرحيل دون أن تودّع.
في النهاية، لا نملك سوى الصمت..
صمتٌ يشهد على الغياب،
وصمتٌ يحمل أوجاعنا التي لا تبقى بها الكلمات.
فنظل نعيش في انتظار من لا يعود،
ونحبّ في صمت

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.