تعالي جواري

صحيفة الهدف

علي الحميدي الترياق
كاتب يمني
#ملف_الهدف_الثقافي
تعالي، جواري، نُحدّقُ في عتمةِ الليلْ
نُضيءُ الكونَ بقبسٍ من نارِ الاشتياقْ
انفخي في الجذوةِ، وصبّي عليها الحبَّ
أضرمي النارَ، ليستعر الحريقُ في كلِّ مكانْ

دعينا، نتراشقُ بنظراتِ الشغفِ والحبِّ العتيقْ
ونسمو في عالمٍ بألوانٍ قُزحيّةٍ زاهية
هاتِ فنجانَ قهوتكِ، نشربُ من نفسِ المكانْ
أُقبّلُ الفنجان، أضعُ شفتَيَّ مكانَ شفتيكِ
وأرتشفُ القهوةَ المسكّرةَ، التي لا أصحو
من شرودي بعدها… إلا على يديكِ
تُلامسين وجهي المحمومَ
بحمّى حبّكِ القاتلةِ، التي لا أريدُ
شفائي منها… من هذه الحُمّى،
ومن هذا الوجعِ اللذيذ

سأصنعُ لكِ معجزةً ثامنة
تحطّمُ قوانينَ الفيزياء،
وتُخلّدُ ذكرى هذا الحبِّ،
الذي لو كان مالًا ووزّعتُه على العالم
لما بقي فقيرْ
لكنه حبٌّ يثقلني، كما ترينْ
أحاولُ أن أقفزَ فرحًا واحتفالًا بوجودكِ
لكنني لا أستطيعُ أن أحملَ قدميّ
إنه الحبُّ… أثقلني وأضناني

سأجعلُ المصريين يغارون
فالأهراماتُ لم تَعُدْ مُبهرة،
وحدائقُ بابلَ، التي بناها نبوخذ نصّرَ لحبيبته
مجردُ كوخٍ أمام معجزتي، التي أهديها إليكِ

قد غلبكِ الفضول
تقولين: ماذا سيصنعُ لي هذا المجنونُ السارحُ في خياله؟
ما أجملكِ وأنتِ فاغرةٌ فاكاكِ، تنظرين إليّ،
وأنا لا أتوقفُ عن الكلام،
ووجهي يتهللُ، وعليه بسمةٌ كأنها لن تزول
كنقوشٍ سومريةٍ من العالمِ الأول

ماذا سأصنعُ لكِ؟
سأصنعُ لكِ مرجيحةً معلّقةً بين الفرقدينْ
سأبوحُ بكلِّ أسراري، وأكسرُ الصندوقَ
وأبعثرُ بين يديكِ كلَّ أوراقي
اقرئي قصصي، وعيشي عالمي
وتفضّلي… كتابَ حكاياتي

ما رأيكِ أن آخذكِ في نزهةٍ
على سديمِ الجبّارْ؟
أو أبني لكِ قصرًا
هيكله من نجومِ الجنوبِ المتوقدة
النابضةِ بومضاتِ عشقٍ سرمدي؟

لكن، مهما فعلتُ من معجزاتْ
فلن أستطيع،
بل لن يُفلح من في الكون
أن يأتوا بمعجزةٍ مثلكِ

إنه اللهُ
الذي خلقكِ أعظمَ معجزة
تبارك الذي خلقكِ من ترابْ
وجعل فيكِ جمالًا ساحرًا
يوحي بعظمةِ الخالق
سبحانه جلّ في علاه

كم كنتُ أحلم
أن نكونَ شمعتان نذوبُ في نفسِ الإناء
فنصبحَ قطعةً واحدة
تندمجُ الأرواح،
وترقدَ بسلامٍ
في عالمٍ آخر…

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.