#الهدف_تقارير
بعد مرور أكثر من عامين على إندلاع الحرب ومع استمرار تفاقم الأزمات، أصبحت حياة جيل من الأطفال وتعليمهم ومستقبلهم على المحك، حيث خلقت الحرب ظروفا مشؤومة لخسارة مأساوية في أرواح الأطفال.
مراقبون وقانونيون وأجسام مهنية أعتبروا تصريحات أدلى بها وزير التعليم بحكومة بورتسودان التهامي الزين بإعفاء الطلاب المشاركين في المعارك العسكرية من الرسوم الدراسية اعترافا رسميا بالزج بالأطفال في العمليات القتالية، مشيرين إلى أن ذلك يشكل انتهاكا للقوانين الدولية والمحلية.
وتزامنت تصريحات الوزير مع جدل كبير أثاره مقطع فيديو نشره نشطاء على وسائط التواصل الاجتماعي يظهر مقتل أطفال يقاتلون في صفوف مجموعات متحالفة مع الجيش خلال معارك جرت في كردفان بغرب البلاد يوم الأربعاء الماضي.
انتهاك قانوني:
لجنة المعلمين السودانيين اعتبرت القرار انتهاكا صارخا لحقوق الطفل وتناقضا مع الالتزامات القانونية والدولية التي تعهدت بها الدولة السودانية.
وصفت اللجنة تصريحات الوزير بأنها سابقة خطيرة تمثل إقرارا ضمنيا بمشاركة الأطفال في النزاع المسلح، مشيرة إلى أن هذا التوجه يشكل مخالفة مباشرة للمادة 38 من اتفاقية حقوق الطفل التي تحظر تجنيد القصر أو إشراكهم في الأعمال القتالية تحت أي ظرف.
وشددت على أن ما يجري اليوم من فرض رسوم وإقحام الطلاب في معارك لا تخصهم، لن يؤدي إلا لتعميق مأساة الحرب بجر الأطفال إلى ساحاتها، وتدمير مستقبل الأجيال بحرمانهم من حقهم في التعليم الآمن والمجاني، وتعريض الدولة للمساءلة الدولية نتيجة انتهاك القوانين والمعاهدات الملزمة.
ثقافة الحرب:
وكشفت تقارير بأن حكومة بورتسودان تقوم بتجنيد القصّر عبر الإكراه والتهديد والإغراء المادي والتضليل الأيديولوجي باسم الدين.
ونرى ما يسمى كتائب البراء بن مالك يجندون الأطفال القصّر في عمر المدارس المتوسطة والابتدائية في الحرب، وتجدهم يحاصرونهم بثقافة الحرب في هتافاتهم وأهازيجهم، وحتى في كثير من فيديوهات المدارس الابتدائية تجدهم يُلبِسون الأطفال ملابس الجيش والزي العسكري وينشدون للجيش لإيهام وخداع السودانيين بأن الجميع مع الجيش في الحرب.
وبغض النظر عن كيفية تجنيد الأطفال وأدوارهم فإن الجنود الأطفال هم ضحايا وتترتب على مشاركتهم في الصراع تداعيات خطيرة على سلامتهم الجسدية والعاطفية.
نشر “المركز الإفريقي لدراسات العدالة والسلام” تقريرا جاء في تفاصيله، أنه “ومنذ تفجر الحرب، نزح ما يقرب من مليون طفل مما جعلهم عرضة لانتهاكات جمة”.
وأوضح التقرير أن عدد الأطفال الذين يتم تجنيدهم في الصراع أمر مثير للقلق، مشيراً بأنه تم تأكيد وجود جنود أطفال من خلال مقاطع الفيديو المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي وروايات شهود عيان، وتورط جنود أطفال لا تتجاوز أعمارهم 14 عاما في القتال.
تجنيد حكومي:
ولفت المركز أنه ومع اشتداد الصراع، سلكت القوات السودانية سبيل تجنيد العديد من الأطفال، مشددا على أن هذا السلوك يظهر بوضوح الازدراء والتجاهل التام لحقوق الإنسان الدولية والإقليمية والقوانين الإنسانية الدولية التي تتطلب حماية الأطفال في حالة الصراعات المسلحة.
كما تحظر البروتوكولات الإضافية لإتفاقيات جنيف والتي يعد السودان جزءا منها، تجنيد الأطفال دون سن الخامسة عشرة أو استخدامهم في الأعمال العدائية.
هذا، ودعت المنظمات الأممية والمجتمع المدني لاتخاذ خطوات فورية للامتثال للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي الذي صادقت عليه السودان من خلال إنهاء جميع أشكال تجنيد الأطفال، وتسريح جميع الأطفال أو إطلاق سراحهم، وتسهيل إعادة تأهيلهم وإعادة إدماجهم في المجتمع.

Leave a Reply