منظمات أممية: الجوع والمرض يهددان السودانيين أكثر من المعارك

صحيفة الهدف

قالت منظمات أممية إن المتحاربون في السودان ينشغلون بتبادل إطلاق النار، بينما يعيش ملايين المدنيين ليس فقط تحت زخات رصاص حرب لا ترحم؛ بل أيضاً الجوع والمرض وخراب البيئة، وهي مخاطر يومية تحصد أرواحاً ربما تفوق ما تحصده المعارك، مما يحول حياة ملايين المدنيين العزل إلى مأساة يومية تتعمق كل يوم ولا يبدو لها حلٌ في الأفق.
‏‎لم يعد الجوع في السودان مجرد أزمة غذاء، بل كارثة إنسانية تلتهم أرواح الصغار والكبار؛ إذ تشير تقارير برنامج الغذاء العالمي إلى أن أكثر من 3 ملايين طفل يعانون سوء تغذية حاداً، بينهم مئات الآلاف مهددون بالموت الوشيك إذا لم تصل إليهم مساعدات فورية.
‏‎ففي معسكرات النزوح بإقليمَي دارفور وكردفان، حيث تشتعل المعارك حالياً بين الجيش والدعم السريع، يموت المئات بسبب نقص الغذاء بسبب منع وصول سيارات منظمات الإغاثة من الوصول إلى الجوعى.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية في الشهر الجاري تسجيل أكثر من 11 ألف إصابة بالكوليرا في 10 ولايات سودانية، وقالت إن نقص العلاج والمياه النظيفة جعل الكوليرا وسوء التغذية أدوات للموت، خصوصاً للأطفال والنساء الحوامل.
‏‎وقال عدد من المراقبين إن وفيات الجوع والمرض قد تتجاوز قتلى المواجهات العسكرية المباشرة، فذكر أحدهم أن «الموت الصامت بسبب الجوع والمرض يتجاوز بكثير ما تفعله المدافع. هؤلاء الضحايا لا نراهم في الأخبار، لكنهم الوجه الأشد قسوة للحرب» .
مراقبون يقولون حتى لو سكتت البنادق، فلن تنتهي المأساة؛ لأن الحرب الأخرى التي على السودانيين خوضها، سوف تبدأ بإعادة بناء النظام الصحي المنهار، وتأهيل الزراعة، وإنقاذ البيئة، وإعادة ما جرى تدميره، ودون ذلك، فستظل الأمراض والجوع والتلوث والفقر تقتل كثيرين في بلد يملك مقومات الرفاهية والتقدم.

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.