
#ملف_المرأة_والمجتمع
في زمن لم تعد فيه الأمهات تغني لأطفالهن أغاني المهد، بل أناشيد الفراق. وفي وطنٍ تحوّلت فيه ساحات اللعب إلى ميادين قتال. يطل علينا من جديد مشهدٌ موجعٌ ومألوفٌ في آنٍ واحد، مشهد طفلٍ يمسك سلاحاً أثقل من جسده النحيل، وقد أُجبر على خوض معركةٍ لم يخترها. إنها جريمة تجنيد الأطفال، أحدث فصول الكارثة الإنسانية في السودان.
في هذا العدد، نضم صوتنا شجباً وإدانةً مع بيان تجمع المعلمين الديمقراطيين، وهم ينددون باعتراف وزير التربية والتعليم بالظاهرة بل وتحفيزه لأطفال المدارس أن يخوضوا حرباً جاءت لتقضي على مستقبلهم.
لقد كانت صرخات الأطفال، التي لم يترك لها النزوح مكاناً لتصل إلى العالم، هي أول من نبهنا إلى حجم المأساة. فمنذ بدء هذه الحرب اللعينة، اختطف القصف منازلهم، وقطّع النزوح شمل عائلاتهم، والآن يلتهم التجنيد القسري براءتهم ويحولهم إلى وقودٍ لمعارك الكبار.
إنه نداءٌ لكل ضميرٍ حي، وإضاءة على واحدة من أبشع الجرائم التي تُرتكب في حق الإنسانية، جريمة تهدم حاضر الأجيال، وتُدمر مستقبل الوطن. إنهم ليسوا مجرد أرقام في تقرير، بل هم زهورٌ أُلقيت في محرقةٍ لا تنتهي. نستمع إلى أصواتهم وننقل قصصهم، عسى أن يكون ذلك صرخة توقظ العالم، وتذكرنا بأن كفاحنا الأول هو إنقاذ الطفولة من قبضة الحرب.
Leave a Reply