
محمد علي عبدالحميد
#ملف_الهدف_الثقافي
كان أيقونة الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي (1937-1987) عروبياً خالصاً ، يؤمن بأن العرب أمة واحدة من المحيط إلى الخليج مهما طال الزمن أو تبدلت الأجيال ، لم يحسب نفسه فلسطينياً أو أردنياً أو مصرياً ، بل “إنسان عربي فقط” كما يقول على لسان شخصيته الشهيرة “حنظلة”.. وكان إخلاصه لأفكاره دافعا لريشته الناقدة اللاذعة ، فلم يهادن من العرب من خطِئ أو أخطأ ، هاجم الذين استخدموا النفط وسيلة لاسترضاء أمريكا ، والذين وقَّعوا معاهدة سلام مع المحتل على حساب شعب عربي جار، ولم يَسْلَم مِن ريشته مَن فَكَّر في التحاور مع المحتل على طاولة الثقافة والأدب ، ولو كان صديقاً عزيزاً ..
من هنا كان اغتياله ضرورياً لطوي صفحته للأبد ، والتعتيم على ريشته التي غلب دويّها رصاص المحتل ، وجُبن الخونة ، وتقاعس الإخوة ، وتَلكُّؤ الجيران ونذالة الأنظمة العربية اسماً لا مضموناً ، ورغم اغتياله عاشت رسوماته أطول مما عاش لتحكي لنا وللأجيال اللاحقة عن مواقف ثابتة لا تهتز ، ونلجأ لها مدفوعين بالحنين للمواقف القطعية التي لا تحيد.
لم يعترف ناجي طوال حياته سوى بخط أحمر واحد هو: { أنه ليس من حق أكبر رأس أن يوقع وثيقة اعتراف واستسلام مع المحتل}
فكل سلام من منظوره ما كان ليمر إلا في صدور الفلسطينيين ..
Leave a Reply