
جمال غلاب
#ملف_الهدف_الثقافي
جمعتني بالشاعر المجيد إبراهيم البكري إبراهيم البكري رحلة عمر و صداقة متينة يصح في وصفها أن أقتبس لها من أبي فراس الحمداني وصفه لصديقه:
لي صديق في الزمان صديقي
و رفيق في الخطوب رفيقي
و البكري لن توفيه بوستات السوشيال ميديا حقه فهو (شاعر على حدة) و لك أن تلاحظ الاحتفاء اللافت من جانب الأصدقاء بصدور ديوانه الأول
#صمت_يتهدل_من_مرآة
عن دار الريس
و الذي يكاد يدخل في عداد الترند و ما هو بترند
بل أرفع من ذلك لأنه صادر عن محبة و مبني على ثقة بلا ضفاف في موهبة شعرية هائلة ظل صاحبها يصارع فكرة كتابة الشعر نفسها فيصرعها أحيانا حتى نكاد نقول أن البكرى فارق درب الشعر فراق الطريفي لجمله لكن الطاقات الشعرية الهائلة التي ينوء بها كيان صديقي الضئيل تظل تتفاعل و تتآمر مدعية السكون و الاستسلام فيما هي تطوف بصاحبنا على مواقد اللهب فلا يلبث أن يقذف بأبيات هي جمرات هنا في فيس بوك أو يبعث لك بمقطع صوتي عبر الوات ساب فيخرجك مما أنت فيه و يجرجرك من المنطقة الآمنة التي جعلتك لا تأبه كثيرا بالشعر فتقول ما بال الرجل
(يهم) بشيء و الليالي كأنها
(تطارده) عن كونه و (يطارد)
البيت للمتنبي مع تصرف لا يعتد به من جانبنا
أشهد أن رامي الجمرات الأبدي هذا و الذي هو البكري قد وأد دواوين و خنق قصائد و هام في الأرض، يحيا وفق شروط الشعر فقط و إن لم يكتبه، فإذا كتبه فكأنه يتناوله من كمه و ما هذا الصمت المتهدل من المرآة سوى حاجة بسيطة من طرف الدولاب.
شعر البكري يخلع (يصدم و يتحدي و يفاجيء)
و الحمد لله أن وضعنا يدنا على بعض غنائم لا يجود الزمان بمثلها كثيرا.
ألم نعجب كثيرا بعبارة عبد القادر الجنابي الخالدة
(القصائد غنائم حرب، يشنها الشعراء ضد أنفسهم)؟
و هي الحرب الوحيدة التي تجوز مناصرتها و إذكاء إوارها و كل ما خلا ذلك محض أباطيل.
هنيئا لعاشقي الشعر التمعن في صفحة هذي المرآة حيث ستجد ما تشتهيه نفسك من غوايات و من صمت ناطق لا يفلح سوى الشعراء في تحضير أرواحه الخارقة.
Leave a Reply