أحمد الليثي
#ملف_الهدف_الثقافي
ها هي القاهرة اليوم تفقد واحدًا من أكثر أصواتها صدقًا وصلابة.
رحل صنع الله إبراهيم، وبقيت “تلك الرائحة” تتسلل من بين صفحات كتبه، رائحة السجن والرطوبة والورق المبتلّ بالحقيقة. كان يعرف أن الأدب ليس زينة للرفوف، بل شهادة، وأن الكاتب الحقيقي لا يهادن القبح، حتى لو دفع عمره في زنزانة.
كان يمشي في نصوصه كما يمشي في شوارع المدينة: يلمح الخراب، فيكتبه ببرود المؤرخ وحرقة العاشق. علمنا أن الرواية يمكن أن تكون مرآةً مشروخة، تكشف أكثر مما تخفي، وأن الصمت أحيانًا أبلغ من الخطابة.
برحيله، يخلو المقعد الذي كان يجلس فيه الضمير، لكن كتبه تبقى حارسةً لذاكرةٍ لا تريد أن تُنسى.
سلامٌ عليك يا صنع الله… فقد تركت لنا عبقًا لا يزول.

Leave a Reply