إنها فلسطين… لا تموت

علي الحميدي الترياق

كاتب وسياسي يمني

#ملف_الهدف_الثقافي 

الوحش يقتل ثائر

  والأرض تنبت ألف ثائر

ياكبرياء الجرح

  لو متنا لحاربت المقابر

استوقفني فيديو لأحد المصورين يصوّر طفلًا من غـ.ـزة يحمل كيس طحين يفوق وزنه ويمشي وبيده خنجر، بنظرات صقر جارح، بشموخ ترتعد له القلوب رهبة ومهابة. سأله المصور: وين رايح؟ أجاب الطفل: “أطعمي أمي وأخواتي”. قال المصور: “وليش حامل السكين؟” نظر نحو المصور وقال: “عشان الحرامية”. سيقاتل على كيس الطحين، فكيف تريدون منه أن لا يقاتل على وطنه حين يشتد عوده؟

إنها فلسطين، لا تموت. كل جرح على جسدها يخرج منه مجاهدون يتدفقون كالدماء. كيف لكم أن ترهبوا هذا الصغير، الذي توشّح الخنجر ليحمي طعامه ويطعم أمه؟ لقد تحمّل كل هذا وهو طفل، فكيف لهذا أن يقتنع بوجود محتل على أرضه؟ لم يخضع وهو طفل، فكيف سيخضع وقد حمل بندقيته؟

مهما فعلتم، لن تقتلوا فكرة الحرية، فهي الدم، الذي يتدفق، والشريان، الذي يهتف بالحرية مع كل ضربة، والقلب، الذي ينبض مرددًا نشيد الحرية مع كل نبض.