قطاع الكهرباء في السودان

بقلم مهندس: الرشيد حسب الرسول

المقدمة: يلعب قطاع الكهرباء دوراً محورياً في نمو الاقتصاد للدول ويمثل مفتاحاً للتنمية والتقدم، وحسب المقاييس فقد تطور قطاع الكهرباء من حيث القدرة على توليد الطاقة (حتى العام (1997م) بلغت القدرة الإنتاجية للتوليد داخل الشبكة القومية (622 MW)، منها (307 MW) توليد مائي من خزانات (الدمازين، سنار، خشم القربة)، و(315 MW) توليد حراري من محطات (بحري الحرارية، بري، كيلو10، وكسلا) .
اما حسب تقرير البنك الدولي الصادر في يونيو من العام (2019م) يمتلك السودان أكبر انظمة توليد الطاقة في أفريقيا جنوب الصحراء، حيث تبلغ قدرته على توليد الكهرباء من مصادر الطاقة الحرارية والكهرومائية (3500 MW) ، أما الانتاج الفعلي التشغيلي فيبلغ (3000 MW)، ويغطي التوليد المائي حوالي (69%) من الانتاج، فيما يغطي التوليد الحراري (31%) من الانتاج .
كل هذه الزيادة الملاحظة في القدرة الإنتاجية ومع ذلك لا يغطي هذا الإنتاج الطلب على الكهرباء حيث يبلغ العجز في التوليد (1160 MW)، كما تبلغ نسبة المستفيدين من خدمات الكهرباء حتى عام (2018م) نسبة (37%) من السكان في البلاد.
وحسب الاحصاءات فإن معدل نمو الطلب على الكهرباء يزيد بنسبة (11%) سنوياً منذ العام (2013م) وحسب بيانات الشركة السودانية لتوزيع الكهرباء يبلغ عدد المشتركين حتى (ابريل 2023م)، (2,7) مليون مشترك، (65%) من هؤلاء العملاء داخل ولايتي الخرطوم والجزيرة.
وحسب مؤتمر الطاقة العربي العاشر نسبة استهلاك القطاعات للكهرباء في السودان (القطاع السكني 54,3%، القطاع الخدمي (24,5%)، القطاع الصناعي (16,3%)، القطاع الزراعي 4,9%)، وحقق قطاع الكهرباء إيرادات نقدية (4.3 مليار جنيه سوداني) أي ما يعادل (194 مليون) دولار خلال العام (2017م) .
علماً ان مستخدمو الكهرباء في السودان يتحملون تكلفة توفير خطوط الجهد المنخفض (أعمدة، اسلاك)، كما يتحملون تكلفة التوصيلات النهائية (مفاتيح، عدادات) كما يدفع المستخدمين اجرة شهرية للشركة السودانية لتوزيع الكهرباء نظير التوصيلات النهائية التي وفرها المستخدمين.
وعلى الرغم من ذلك تدعم حكومة السودان قطاع الكهرباء من خلال توفير وقود التوليد الحراري والاستثمار الرأسمالي لتلبية الطلب، حيث قدر حجم الدعم في العام (2017) بنحو (14,7 مليار جنيه سوداني) أي ما يعادل (667 مليون) دولار، وهو ما يعادل (13,5%) من الإنفاق الحكومي و(1,8) من الناتج المحلي الإجمالي، واستهلك السودان حوالي (5,1 مليون) طن من المنتجات البترولية من نفس العام منها حوالي (40%) مخصصة لتوليد الكهرباء الحرارية.
تعتبر مشاكل قطاع الطاقة الكهربائية في السودان بالغة التعقيد لتنوعها وتفرعها ومن الصعب تناولها في دراسة واحدة لأنها متداخلة مع عدد كبير من القطاعات الاخرى، لكن لكي نقف على واقع القطاع نستعرض أدناه نشأة وتطور محطات التوليد (حراري – كهرومائي) داخل وخارج الشبكة القومية، ولقلة مصادر البيانات الرسمية عن قطاع الكهرباء في البلاد، نجد أن هذا الورقة المتواضعة قد استفاضت في عرض وتوصيف بشيء من التفصيل الطويل أي منشأة توفرت حولها بيانات ومعلومات رسمية. وذلك بغرض تجمع أكبر قدر من البيانات في مصدر واحد لسهولة البحث والتطوير مستقبلاً. كما تتناول الورقة:
1. مشاكل قطاع الكهرباء ما قبل حرب 15 ابريل 2023م.
2. أثر الحرب في تدمير البنية التحتية لقطاع الكهرباء.
3. مستقبل الطاقات المتجددة كحلول للتنمية المستدامة لقطاع الكهرباء.
4. سنوات المال المهدر (2000م – 2018م)