
من كتاب البخلاء للجاحظ
#ملف_الهدف_الثقافي
يُحكى أن أحدهم نزل ضيفًا على صديق من البخلاء، وكان لدى هذا الصديق ولد. فلما وصل الضيف نادى البخيل على ابنه وقال له: يا ولد عندنا ضيف قريب إلى قلبي، أود أن أكرمه. اذهب واشترِ لنا نصف كيلو لحم من أحسن اللحم الموجود عند الجزار.
وبعد مدة، عاد الولد ولم يشترِ شيئًا. فسأله أبوه: أين اللحم؟
فقال الولد: لقد ذهبت إلى الجزار وقلت له أعطني أحسن ما عندك من لحم. فقال الجزار: سأعطيك لحمًا كأنه الزبد. فقلت في نفسي: إذا كان الأمر كذلك، لِمَ لا أشتري الزبد بدلًا من اللحم؟ لذا ذهبت إلى البقال وقلت له: أعطني أفضل ما عندك من الزبد. فقال لي البقال: سأعطيك زبدًا كأنه العسل. فقلت لنفسي: إذا كان سيعطيني زبدًا كأنه العسل، لِمَ لا أشتري العسل؟ فذهبت إلى بائع العسل وقلت له: أعطني أفضل ما عندك من عسل. فقال لي: سأعطيك عسلًا كأنه الماء الصافي. فقلت لنفسي: إذا كان الأمر كذلك، فعندنا في البيت ماء صافٍ، فلمَ أشتري إذن؟ وهكذا عدت دون أن أشتري شيئًا.
فقال الأب: يا لك من صبي شاطر! ولكن فاتك شيء، لقد استهلكت حذاءك بالجري من دكان إلى آخر.
فقال الصبي: لا يا أبي، فقد لبست حذاء الضيف!
Leave a Reply