
شعر: حماد يونس كوكو
#ملف_الهدف_الثقافي
منحدرًا من وجع الجوع
من طرف مدينتنا الخضراء
أشرب نخب الجوع المترقرق في الأقداح
من أسئلة الجوعى
جوعى بلا أشكال..بلا أسماء
لا لغة توصفهم إلا لغة الشعراء
فالمجد لهم
المجد للجوعى..المجد للفقراء
المجد “للموليتا “المجد “للتمليكا “
المجد للأشياء
وأواني الطبخ الفارغة الصماء
المجد “لخديجة تورو “
المجد لأعشاب الأرض الخضراء
من يدفن موتى الجوع؟
وقد تضاعف سعر الحفارين
تضاعف سعر التجار المحتالين
سماسرة الأزمات “البطالين “
فيا للعار!!
آن الوقت لأطلق صاعقة الكلمات
فثمة أصوات لا تدخل في الأذنين
وأصوات المسؤولين معلقة بين الفكين
وهناك يتراءى أرقام للوقت
وأرقام للنسيان
أرقام لجان
لجان… لجان محض هراء
ونساء يتجمعن مثل عويل في صحراء
وأطفال يمتشقون مدامعهم في المهد
عناء…عناء
وأنا أكتب منحدرًا من قلب الجوع
وفراغ البطون الخاوية
ليس لنا إلا الصعود إلى الهاويةهنا على قدم النهاية..نروي الحكاية
فليس لدينا إلا فتات الكلام
وما يعتصرنا من جوع مميت
وانكسار الصبر على وعود اللئامإلى أي مدى سيمضي هذا العناء؟
وليس لنا إلا حطام العظام
والناس يخرجون كنمل الجروف
بلا اتجاه
هروبًا من هلاك أكيد
وموت بليد!!!
فطلقة قاتلة خير ألف مرة
من جوع يتسلى بأنين الجياع
ألف مرة من طفل يموت أمام والديه
جوعًا وهو يرى موته بحزن عنيد
صفوف تئن من طول انتظار لا يجئ
صفوف….صفوف
ولا شيء سوى فراغ الوعود
فراغ الرفوف
لا شيء سوى شمس يشرق
وشمس يغيب
لا شيء سوى انعطاف المكان
لظل جديد
على أطراف الشوارع حيث البشر
في انتظار “البريق “
بريق الحكاوي المضللة
وضجيج الوعود الكذوبة
حتى الدواب توارت من تلك الدروب الكئيبة
الكلاب، الحمير…
توارى مواء القطط الأليفة
لافرق بين عواء الكلاب وطفل يئن
لا فرق ببن نهيق الحمير وبكاء الرجال!!لا فرق بين أن تحما “بنكك “
أو حفنة من نقود!!
فكل الدروب تقود إلى العدم
لا شيء يشترى، لا شيء يباع
الأمر مخيف
والكل يحكي ولا يضيف
متى تُفَك أسار الشوارع؟
متى يفتح هذا الطريق؟
متى تمد الأيادي
لتنقذ ذاك الغريق؟
الكل يحلم بالخروج من هذا الحريق
فما عاد للرصاص ذاك الدوي المخيف
فطعم البارود أرق من بخار بطون
صامت طويلًا من خبز الرغيف
طلقة سريعة…موت أكيد
خير ألف مرة من موت يحبو
إليك كما السلحفاة
موت بطئ..موت بليد
موت يسري في الجسد كسم العقارب
جوعى كغرقى في بحور السنابك
عند انقلاب القوارب في مياه البحار البعيدة
موت يظلل سماء المدينة
فأين الحكومة!!؟؟
Leave a Reply